أي يد لصلاح لبكي على الجمال - والجمال أقنوم من ثالوث العقل، علة وجود الجبل - حين لعبنا اللعبة الكبرى في إدخال الشعر إلى دارة ومدينة، بعد أن كان في الصحراء يجري وراء الأظعان، أو في مضارب الوبر!
هو من عندنا هذا الشاعر، وأدبه من عندنا.
قصيدته بناية، وأقصوصته ومقالته.
يقولون لك: إن له مجموعة نثرية، وألف دراسة على الخاطرة السياسية العارضة. فلا تصدق! ريشته توهمك أنها تنثر في حين أن قصصه والمقالات قصائد ذات أوزان أرحب، وروي خفي.
ومن «أرجوحة القمر» إلى «أعماق الجبل»، مرا ب «مواعيد» وعشرات العشرات من العجالات التي تكون كل صباح غذاء اللبنانيين السياسي، فتتصدر أقوى صحفنا وأصرحها، ولا تتشرف بتوقيعه، ليصح أن يقال إن صلاح لبكي هو «جندي السياسية المجهول»، إلى تحفته «سأم» التي بين يديك، وهي آية الشعر يوم الكلام على مفزعة الإنسان من الحياة إلى التكبر على الحياة، في إطار من ربيع الطبيعة، ومن الحب، ومن التمرس بالبرء من عدم، إنما تمتد سلسلة نتاج خير ما عرف لبنان أقرب منه إلى قلبه، يؤلف بينها ما يؤلف بين دعوة الكروان صباحا على صنوبرة في بعبدات، وصمود صور، مدينة البطولة غير منازعة، للغزاة الذين تهزأ بهم اليوم أمواجها المغنية على الدهر، والخاطرة التي يولج إليها فتتسع بنسبة الولوج، حتى لتبوح المادة، والكون، والحياة بسرها وأبد مداها في بنت شفة تكتنه.
يجيء يوم يحب فيه صلاح لبكي كثيرا.
سعيد عقل
آدم
آدم.
آدم
نامعلوم صفحہ