143

وأحسن ما سمعت به في تشبيهه قول العلامة شهاب الدين أحمد بن فضل الله في رسالته (يقظة الساهي) (1) وهو معنى غريب مستطرف :

هذا هو الفيل الذي

يبدو العجيب لنا به

** طريفة :

فخرج الناس لينظروه ولأنهم لم يكونوا رأوا الفيل قبل ذلك ، وصعد معاوية سطح القصر للفرجة فحانت منه التفاتة فرأى مع بعض حظاياه في بعض حجر القصر رجلا ، فنزل مسرعا إلى الحجرة وطرق بابها ، فقيل من؟ قال : أمير المؤمنين ، ففتح الباب إذ لا بد من فتحه طوعا أو كرها فدخل معاوية فوقف على رأس الرجل وهو منكس رأسه وقد خاف خوفا عظيما ، فقال له معاوية : ما الذي حملك على ما صنعت من دخول قصري ، وجلوسك مع بعض حرمي ، أما خفت نقمتي ، أما خشيت سطوتي؟ أخبرني يا ويلك ما الذي حملك على ذلك؟ فقال : يا أمير المؤمنين حملني على ذلك حلمك. فقال له معاوية : أرأيت إن عفوت عنك تسترها علي فلا تخبر بها أحدا؟ قال : نعم ، فعفا عنه ووهب له الجارية وما في حجرتها ، وكان شيئا له قيمة عظيمة. انتهى (4).

وعلى ذلك يحكى أن معاوية قال لعمرو بن العاص : إني لأحب أن تكون في خصال ، قال : وما هن يا أمير المؤمنين؟ قال : أحب أن لا يكون جهل أعظم من حلمي ، ولا ذنب أكبر من عفوي ، ولا عورة إلا وأنا أسعها بستري ،

صفحہ 155