فلو أن عبدا صلى حيث لا يراه الناس ، فضيع صلاته ، ولم يتم الركوع ولا السجود : كان وزر ذلك عليه خاصة ، وإذا فعل ذلك حيث يراه الناس ، فلم ينكروه ولم يغيروه ، كان وزر ذلك عليه وعليهم .
فاتقوا الله عباد الله في أموركم عامة ، وفي صلاتكم خاصة ، وأحكموها في أنفسكم ، وانصحوا فيها إخوانكم ، فإنها آخر دينكم ، فتمسكوا بآخر دينكم ، ومما أوصاكم به ربكم من بين الطاعات التي افترضها الله عامة ، وتمسكوا بما عهد إليكم نبيكم - صلى الله عليه وسلم - خاصة ، من بين عهوده إليكم فيما افترض عليكم ربكم عامة ، وجاء الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( أنه كان آخر وصيته لأمته ، وآخر عهده إليهم ، عند خروجه من الدنيا : أن اتقوا الله في الصلاة ، وفيما ملكت أيمانكم )(1).
وجاء الحديث : ( أنها آخر وصية كل نبي لأمته ، وآخر عهده إليهم عند خروجه من الدنيا )(2)، وهي آخر ما يذهب من الإسلام ، ليس بعد ذهابها إسلام ولا دين ، وهي أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة من عمله ، وهي عمود الإسلام ، وإذا سقط الفسطاط ، فلا ينتفع بالطنب والأوتاد ، وكذلك الصلاة : إذا ذهبت فقد ذهب الإسلام .
وقد خصها الله بالذكر من بين الطاعات كلها ، ونسب أهلها إلى الفضل ، وأمر بالاستعانة بها ، وبالصبر على جميع الطاعات ، واجتناب جميع المعصية .
صفحہ 121