204

(1) لما ضرب الله تعالى مثلا لقلب المؤمن وما فيه من الهدى والعلم بالمصباح في الزجاجة الصافية المتوقد من زيت طيب وذلك كالقنديل ، ذكر محلها وهي المساجد التي هي أحب البقاع إلى الله من الأرض وهي بيوته التي يعبد فيها ويوحد ، فأمر تعالى برفع بنائها وتشييدها وتطهيرها من الدنس واللغو والأفعال والأقوال التي لا تليق فيها ، و{ يذكر فيها اسمه } أي يتلى فيها كتابه { يسبح له فيها بالغدو والآصال } أي في البكرات والعشيات والأصيل هو آخر النهار وقيل عني بذلك الصلاة فيها { رجال } فيه إشعار بهممهم العالية التي صاروا بها عمارا للمساجد ف { لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله } أي عن تسبيحه وتحميده ولا عن إقامة الصلاة في أوقاتها بشروطها وكمالها ولا عن إيتاء الزكاة المفروضة عليهم وكل ذلك لأنهم قد استقر في قلوبهم محبة الله وخوفهم منه في يوم تتقلب فيه القلوب والأبصار أي يوم القيامة ففيه من شدة الفزع تتقلب القلوب والأبصار ، انظر تفسير ابن كثير 3 / 303 307 ، قال السيوطي في الإكليل : ( في الآية الأمر بتعظيم المساجد وفي قوله : { رجال } إشارة إلى أن الأفضل للنساء الصلاة في بيوتهن إلا في نحو العيدين ، وفيها أن الصلاة لا تنافي التجارة لأن مقصود الآية أنهم يتعاطونها غير أنها لا تلهيهم عن الصلاة ) من تفسير القاسمي 5 / 315 .

(2) تقدم ذكر الحديث ص 140 .

صفحہ 105