سکب الادب على لامیة العرب

سليمان بك الشاوي d. 1209 AH
93

سکب الادب على لامیة العرب

سكب الأدب على لامية العرب

اصناف

مجدعة: مضاف إلى ضمير المؤنثة الغائبة.

وهي: الواو للحال , وهي: مبتدأ.

بهل: خبر , والجملة محلها النصب على أنها حال.

المعنى:

بعد ما فرغ من وصف القوس بما يليق , والسيف بما هو حقيق , أخذ في وصف نفسه بالمروءة والشجاعة في التلاق , وعلو الهمة ومكارم الأخلاق , فقال: إني لست بسريع العطش , إذ هي كناية الجبان , لأنه لذعره وقلقه تعروه حرارة فيكون من شدة الظمأ حيران أي: إني لست بجبان يرعى إبله بليل من خوفه , وأولادها مقطوعة الأذنين رغما عن أنفه وان الناس لا تهابه فتجدع أولاد إبله تكسبه عارها , إذابله لا صرار على أخلافها , وكل من رآها يحل صرارها فيحلبها , وهو بلا صرار دائما , ولا لصاحبها نصير , وأنها لا عران (1) لها وهو إمارة على أنه ذليل حقير , صعلوك يرتاح للنوائب ولو عظم المصاب.

بخلاف ذات العران , إذ اشتهر كون ربها عظيم النجدة , مهاب , وتخشى الناس صولته , ولا علامة على إبله تنظر , خوفا من عرفان وسمه [45و] فتؤخذ إبله لعدم حذر الناس منه والمبالاة به إن غاب أو حضر , فهو يدعها بلا سمة لتذهب نفس رائيها إلى أنه ليس فيها مثال , لأنها إبل بعض الشجعان واو بالإحتمال , وفي هذا البيت احتمالات كثيرة لم تذكر , وما أبديناه هو الأولى فتدبر.

مما يناسب هذا المقام قول قريط (2) من بلعنبر, يعير قومه بتخاذلهم عن نصره , وقد أغارت عليه بني شيبان , واستاقت إبله , بقوله (3): [من البسيط]

صفحہ 178