158

سکب الادب على لامیة العرب

سكب الأدب على لامية العرب

اصناف

النفس عند أهل التصوف (6): القلب يصير بحسب أطواره وأحواله أنفسا، فبإعتبار ميله إلى الشهوات وأرادته لها يقال له: النفس الأمارة، وبإعتبار ندامته على صدور ما لا يرضى يقال له: النفس المطمئنة، ولما ثبت عندهم أن حالات القلب سبع جعلوا الأنفس كذلك (7)، هذا هو المشهور فيما بينهم، وأنهاها بعض الأكابر إلى إحدى عشرة نفسا (8)، وبناها على حديث أم زرع (9) المشهور فيما بينهم، وقد أستوعبها السيوطي في كتابه المحاضرات (1) فلتراجع.

وعند الحكماء تنقسم إلى: نباتية، وحيوانية، وإنسانية، أما النباتية فهي قوة عديمة الشعور عند الأكثر، يصدر عنها حركات النبات في الأقطار المسماة نموا، وأفعال مختلفة بآلات مختلفة ضرورة أن الواحد لا يصدر عنه أفاعيل مختلفة، وهي كمال أول لجسم طبيعي آلي من جهة ما يتولد ويزيد ويتغذى فقط، ولها قوة غاذية، وهي التي تحيل جسما آخر إلى مشاكلة الجسم الذي هي، فتلصق بدل ما يتحلل عنه بالحرارة، وهي التي تزيد في الجسم الذي فيه زيادة، وفي أقطاره طولا وعرضا وعمقا إلى أن يبلغ كمال النشوء على تناسب طبيعي، وقوة مولدة وهي التي تأحذ من الجسم الذي هي فيه، وتجعله مادة ومبدأ [76و] لمثله، وتقف النامية عن الفعل حين كان كمال النشو، وتبقى الغاذية إلى أن تعجز، فيعرض الموت.

وللغاذية خوادم أربع، وهي: الجاذبة، والماسكة، والهاضمة، والدافعة للثقل.

وأما الحيوانية: فهي كمال أول لجسم طبيعي آلي من جهة ما يدرك الجزئيات الجسمانية، ويتحرك بالأداة، ولها أيضا بإعتبار ما يخصها من الآثار: قوة مدركة، وقوة محركة، أما المدركة فهي: أمذضا في الظاهر، وأما في الباطن، أما التي في الظاهر فخمس: السمع، والبصر، والشم، والذوق، واللمس.

وأما التي في الباطن فخمس أيضا: الحس المشترك، والخيال، والوهم، والحافظة، والمتصرفة.

وأما المحركة فتنقسم الى: باعثة وفاعلة، أما الباعثة: فهي القوة التي إذا ارتسم في الخيال صورة مطلوبة أو مهروبة عنها حملت القوة.

صفحہ 246