سکب الادب على لامیة العرب
سكب الأدب على لامية العرب
اصناف
المعنى:
ولست بدهش ذي حيرة , ولا ذاهب عقلي من الخوف والذهل , كالظليم كبير الصورة , قليل الجدة , هياب الأجل , إذ الشاهين (1) أصغر منه جثة , وأعظم منه همة , أو أن المعنى: لست بدقيق طويل , إذ الغالب على من بهذه الحلية إن يكون حقيرا ذليلا , ويعتريه من كثرة الخوف الذعر , عن مصافحة البيض والسمر , بحيث يسمع لفؤاده تصويت لما يلحقه من الخوف والحذر , حتى كأن به مكاء يعلو أو يسفل , وعندها ييأس من المفر.
وقد ادعى النحرير السويدي (2) في شرحه لهذا البيت , أنه على المعنى الأول فيه تشبيه بليغ , وفيه نظر إذ المشبه والمشبه به موجود اللهم إلا أن يقال إنه من سهو القلم , وإلا فهو مع جلالة قدره يعبد عن مظان السهو في هذا الفن.
ولعمري لقد صدق الشنفرى , فإن الخائف المذعور يسمع لقلبه أزيز وتصويت كتصويت المكاء , وهذا من لا يسوى تأسفا عليه ولا بكاء.
قال ابن مقرب (3):
أنا أقدم الخلان فارض نصيحتي ... إن الفضيلة للحسام الأقدم
ما أحسن ما يقول ابن إسحاق في حق المستعين (4) بالله بن هود: [من الطويل]
بوجه ابن هود كلما أعرض الورى ... صحيفة إقبال لها البشر عنوان
فتى المجد في برديه بدر وضيغم ... وبحر وقوس ذو الهضاب وثهلان [50]
من النفر الشم الذين أكفهم ... غيوث ولكن الخواطر ميزان
ليث شرا ما زال منهم لدى الوغى ... هزبر بيمناه من السمر ثعبان
وهل فوق ما قد شاد مقتدر لهم ... ومؤتمن بالله لقياه إيمان (5)
صفحہ 189