سجينة طهران: قصة نجاة امرأة داخل أحد السجون الإيرانية
سجينة طهران: قصة نجاة امرأة داخل أحد السجون الإيرانية
اصناف
ولكنه لم يبد سعيدا، فسألته: «ألا تصدقني؟» - «بلى.»
ثم وقف وتوجه نحو النافذة. كانت الرياح عاصفة والأمواج تهدر لتطغى على كل الأصوات الأخرى، وفجأة قال إنه يريد أن يخبرني بأمر مهم. لم يكن لدي أي توقعات عما يريد أن يخبرني به، فقال إن هناك حركة كبيرة ضد الشاه، وإن هناك ثورة في مهدها، وهناك العديد من الاحتجاجات والاعتقالات. أخبرته أن خالتي زينيا حدثتني عن الثورة في صباح ذلك اليوم.
سألته عن السبب الذي يدعو الناس للثورة ضد الشاه، فأوضح لي أن الشاه وعائلته وأفراد الحكومة كلهم فاسدون، وأنهم يزيدون غنى في الوقت الذي يصارع فيه الشعب الإيراني الفقر. أخبرته أيضا أن خالتي زينيا تعتقد أن نفس السيناريو الذي حدث في روسيا سوف يتكرر في إيران.
قال أراش: «لكن الثورة الروسية لم تستند على أسس صحيحة؛ فالشيوعية كانت الحل الخاطئ لمشاكلها، فضلا عن أن قادتها ما كانوا يؤمنون بالله، فسرعان ما طالتهم يد الفساد هم أيضا.» - «إذن كيف تجزم بأن من يحل محل الشاه سيكون أفضل منه؟»
سألني هل سمعت عن آية الله الخميني. - «أخبرتني خالتي عن شخص يدعى آية الله، ولكنها لم تكن تذكر اسمه. من يكون الخميني؟»
أخبرني أن الخميني رجل دين أمر الشاه بنفيه، وأنه يريد لشعب إيران أن يحيا وفقا للشريعة الإسلامية، وأن توزع ثروات البلاد على الجميع، وألا تستأثر بها فئة صغيرة، وهو يقود الحركة المضادة للشاه منذ عدة أعوام.
أخبرت أراش أنني لا أشعر بالارتياح حيال تلك الثورة. على حد علمي لم تكن عائلتانا موسرتين، وآباؤنا لا يشغلون مناصب مهمة في الحكومة، لكننا نحيا حياة كريمة ونتلقى تعليما جيدا مجانيا، وهو على وشك الالتحاق بالجامعة كي يصبح طبيبا، فلم نحتاج الثورة إذن؟
أجابني متحمسا: «لا يتعلق الأمر بنا فحسب يا مارينا، ولكنه يتعلق بمن يعانون من الفقر، فالحكومة تجني أموالا طائلة من بيع النفط الذي هو ملك للشعب الإيراني، ثم ينتهي الأمر بمعظم تلك الأموال في الحسابات الشخصية للشاه ومسئولي حكومته. هل تعلمين أنه منذ عدة أعوام والسافاك - البوليس السري - يلقي القبض على معارضي الشاه ومنتقدي حكومته ويخضعونهم للتعذيب، بل الإعدام؟» - «كلا.» - «حسنا، تلك هي الحقيقة.» - «كيف علمت بكل ذلك؟» - «قابلت بعض هؤلاء السجناء السياسيين. إنهم يتعرضون لأنواع وحشية من التعذيب في السجن؛ سماعها وحده يصيبك بالغثيان.» - «يا للبشاعة! لم تكن لدي فكرة عن ذلك.» - «حسنا، الآن أصبحت لديك فكرة.»
سألته هل يعلم والداه بدعمه للثورة، فأكد لي أنه لا يستطيع إخبارهما بذلك، لأنهما لن يتفهما الأمر.
قلت: «كثير من الناس يموتون في الثورات.» - «سأكون بخير، عليك أن تتحلي بالشجاعة يا مارينا.»
نامعلوم صفحہ