سجينة طهران: قصة نجاة امرأة داخل أحد السجون الإيرانية
سجينة طهران: قصة نجاة امرأة داخل أحد السجون الإيرانية
اصناف
تناثرت الأطباق والأواني من الجانب الآخر من الخزانة على الأرض، فهرعت كي أساعد جدتي في إعادتها إلى أماكنها. كان المطبخ مملكة جدتي، وهي من تعتني بي وتؤدي كل الأعمال المنزلية، في حين كانت أمي تقضي نحو عشر ساعات يوميا في صالون التجميل، وكانت تكره إعداد الطعام. - «لا تقلقي يا جدتي؛ سوف أساعدك.» - «كم مرة أخبرتها أن تبتعد عن المطبخ؟» - «عدة مرات.»
سرعان ما أصبح كل شيء في موضعه مرة أخرى.
نادت جدتي على أبي الذي كان يجلس في استوديو الرقص على الأرجح: «كوليا!» لكن لم يجبها أحد.
قالت جدتي وهي تضع أغراض البقالة في الثلاجة: «مارينا، اذهبي واسألي أباك هل يرغب في تناول الشاي.»
سرت عبر الممر المظلم أمام صالون التجميل الذي تمتلكه أمي حتى وصلت إلى استوديو الرقص الخاص بأبي، وهو غرفة كبيرة على شكل حرف “L”
أرضيتها مغطاة بمشمع بني، وحوائطها مزدانة بصور لأزواج من الراقصين يرتدون ثيابا أنيقة. وفي منتصف استراحة الانتظار - الضلع الأصغر من حرف “L” - كانت توجد مائدة منخفضة مستديرة مغطاة بالمجلات وحولها أربعة مقاعد جلدية سوداء. كان والدي يجلس على واحد من هذه المقاعد يقرأ الجريدة. كان يتمتع باللياقة، طوله 1,7 متر، أشيب الشعر، حليق الوجه دائما، عسلي العينين. - «صباح الخير يا أبي. جدتي تسألك هل تريد كوبا من الشاي.»
أجابني دون أن ينظر إلي: «كلا.» فاستدرت عائدة من حيث أتيت.
عندما أستيقظ في الصباح الباكر والكل نيام أذهب إلى استوديو الرقص، وأتخيل موسيقاي المفضلة - الفالس - تصدح، وأشرع في الرقص والدوران حول الغرفة متخيلة والدي يقف في أحد أركانها يصفق لي ويقول: «أحسنت يا مارينا! أنت ترقصين جيدا!»
عندما دخلت المطبخ، كانت جدتي تقطع البصل والدموع تنهمر من عينيها. بدأت أشعر بحرقة في عيني.
قلت: «أكره البصل النيئ.» - «سوف تقدرينه عندما تكبرين. عندما تكونين بحاجة للبكاء دون أن يعلم أحد أنك تبكين، يمكنك تقطيع البصل.» - «لكنك لا تبكين حقا، أليس كذلك؟» - «كلا، بالطبع لا.» •••
نامعلوم صفحہ