سجينة طهران: قصة نجاة امرأة داخل أحد السجون الإيرانية
سجينة طهران: قصة نجاة امرأة داخل أحد السجون الإيرانية
اصناف
تحدث الوافد الجديد معي: «مارينا، تلك هي فرصتك الأخيرة.» تعرفت على صوته. إنه علي؛ كان أنفه كبيرا بعض الشيء، وعيناه البنيتان معبرتين، وله رموش طويلة وكثيفة. تابع: «سوف تتحدثين في نهاية الأمر على أي حال، من الأفضل أن تقومي بذلك الآن. هل ستخبريننا بالأسماء؟» - «كلا.» - «أريد أن أعرف منك مكان شهرزاد.» - «لا أعرف مكانها.»
قال حامد: «انظر يا علي! إن معصميها صغيران للغاية، وسوف ينزلقان من الأصفاد.» أدخل كلا معصمي قسرا في صفد واحد، واقتادني إلى الفراش. كان الصفد المعدني يحطم عظامي، وأفلتت مني صرخة، لكنني لم أقاوم؛ إذ كنت أعرف أني في موقف بائس تماما لن تزيده المقاومة إلا سوءا. ثبت حامد الصفد الخالي في ظهر الفراش المعدني، وبعد أن خلع حذائي ربط قدمي في الفراش.
قال حامد ملوحا في وجهي بسلك أسود سمكه أقل من سنتيمترين ونصف: «سوف أجلد باطن قدميك بهذا السلك.» «كم ضربة تلزمها للحديث في رأيك يا علي؟» - «ليس كثيرا.» - «في رأيي عشر ضربات ستكفي.»
شق صوت السلك الحاد المخيف الهواء، واستقر فوق باطن قدمي.
ما هذا الألم؟! لم أشعر بشيء كهذا قط، بل لم يكن بوسعي حتى أن أتخيله. انفجر الألم داخلي كصاعقة من البرق.
الضربة الثانية: توقفت أنفاسي في حلقي. كيف يمكن لأي شيء في الوجود أن يؤلم هكذا؟ حاولت أن أفكر في شيء يساعدني على تحمل الألم. لا يمكنني الصراخ، فلا يوجد هواء كاف في رئتي.
الضربة الثالثة: صوت السلك يشق الهواء ثم أعقبه ذلك الألم المبرح. ولم يكن بإمكاني أن أفكر إلا في تحية مريم العذراء.
توالت الضربات، وظللت أدعو وأصارع الألم. تمنيت أن أفقد الوعي، ولكن ذلك لم يحدث، بل إن كل ضربة كانت تتركني منتبهة أترقب الضربة التالية.
الضربة العاشرة: توسلت إلى الله كي يخفف عني الألم.
الضربة الحادية عشرة: آلمتني أكثر من كل ما سبقها.
نامعلوم صفحہ