سجينة طهران: قصة نجاة امرأة داخل أحد السجون الإيرانية
سجينة طهران: قصة نجاة امرأة داخل أحد السجون الإيرانية
اصناف
أضاءت وجهها ابتسامة صادقة.
سألتها: «كم مضى على زواجك؟» - «سبعة أعوام.» - «وهل تحبين زوجك؟»
فوجئت بالسؤال، ونظرت لي وكأنها لم تفكر في مشاعرها نحوه قط.
قالت وهي تضحك وتحدق في خاتم زواجها متتبعة ماسته المتلألئة بأصابعها: «الحب كلمة كبيرة، ولا أعتقد أنه موجود إلا في القصص الخيالية. زوجي طيب ومخلص لي، وأحيا حياة كريمة. يمكنك القول إنني سعيدة فيما عدا ...» شردت نظرتها، وأدركت ألم الاشتياق الذي يشعر به من كابد آلام الحرمان، مما جعل قلبي يرتجف.
همست: «فيما عدا ماذا؟»
قالت: «أنا لا أنجب.» ثم تنهدت وكأنها أصعب جملة تلفظت بها على الإطلاق. «لقد جربت كل شيء. في بداية الأمر ظل الناس يسألونني عن الحمل، ولكن بعد مرور عامين أصابهم اليأس، والآن أصبحت المرأة العقيم، ولكن كما أخبرتك فإن زوجي طيب للغاية. ومع أني أعلم كم يتوق لأن يرزق بصبي، فإنه أكد لي أنه لن يتزوج امرأة أخرى.»
قاطعتنا والدة علي وهي تدخل المطبخ: «ماذا تفعلان هنا أيتها السيدتان؟ لن تنتهيا من الكلام أبدا، وزوجاكما يريدان المزيد من الشاي.»
فور أن دخلنا غرفة الجلوس دق جرس الهاتف وأجاب علي. شعرت بأن تلك المكالمة من «إيفين»، فقد ظل يستمع معظم الوقت وبدا عليه القلق، بينما خيم الصمت على الجميع. بعد انتهاء المكالمة سألته ما الأمر.
قال: «نعلم منذ فترة أن «المجاهدين» يخططون لاغتيال بعض الأفراد ممن يشغلون مناصب مهمة في «إيفين». كنا نحاول اكتشاف أصحاب تلك المؤامرة والقبض عليهم، وبالفعل ألقي القبض على عدد منهم مؤخرا وخضعوا للتحقيق. كان محمد هو من يحدثني الآن، وأخبرني أن المعلومات التي حصل عليها تفيد بأن اسمي مدرج في قائمة الاغتيالات. يعتقد زملائي وأصدقائي أن بقائي أنا ومارينا في «إيفين» فترة سيكون أكثر أمانا لنا. لست قلقا على نفسي، لكني لا أرغب في تعريض حياة مارينا للخطر.»
كنت قد خمنت أنه يشغل منصبا مهما في «إيفين»، والآن تأكد شعوري.
نامعلوم صفحہ