سجينة طهران: قصة نجاة امرأة داخل أحد السجون الإيرانية
سجينة طهران: قصة نجاة امرأة داخل أحد السجون الإيرانية
اصناف
فك أزرار قميصه، فأغمضت عيني وقد تجمدت من الرعب، وسرعان ما شعرت بأصابعه تفك أزرار معطفي، ففتحت عيني وحاولت أن أقاومه، ولكنه ألقى بثقله علي فوق الفراش ومنعني من الحركة. رجوته أن يتوقف، لكنه قال إنه لا يستطيع. مزق ملابسي فصرخت. تماس جسدانا، وشعرت بدفء جسده الغريب وقد فاحت منه رائحة الشامبو والصابون. استجمعت قوتي وجاهدت كي أدفعه بعيدا عني، لكن بلا فائدة، فقد كان ضخما قويا. تنامى داخلي شعور رهيب بالغضب والخوف والإذلال كعاصفة لا تجد لها متنفسا، حتى لم يتبق لدي قدرة على المقاومة؛ حتى تقبلت حقيقة أن لا مهرب من الأمر؛ حتى استسلمت له. شعرت بالألم، لكنه كان مفزعا لا يشبه ألم الجلد بالسوط. عندما كنت أتعرض للتعذيب، تمكنت من الاحتفاظ بالشعور بالسيطرة؛ نوع غريب من القوة التي لا يمكن للعذاب البدني أن يقضي عليها، أما الآن فقد أصبحت له.
بكيت طوال الليل، وكنت أحترق في داخلي، بينما يحيطني بذراعه. وقبل الفجر استيقظ للصلاة ولكنني بقيت في الفراش.
جلس على حافة الفراش وقبل وجنتي وذراعي وقال: «يجب أن ألمسك كي أصدق أنك أصبحت زوجتي. هل آذيتك؟» - «نعم.» - «سوف تتحسن الأمور.»
استغرقت في النوم بعد أن غادر الفراش، فقد كان النوم ملاذي الوحيد. ***
نحو الساعة الثامنة ناداني علي من المطبخ: «الإفطار جاهز.» كانت الشمس قد تسللت عبر الأبواب المنزلقة، فنهضت وفتحتها. هب النسيم حاملا تغريد العصافير. كانت الساحة الخلفية جميلة، تفتحت فيها أزهار الجيرانيوم والأقحوان. نادت إحدى جاراتنا أطفالها كي يدخلوا لتناول الإفطار. شعرت كأني أحيا حياة شخص آخر. كان يوما صيفيا رائعا خلت فيه السماء من السحب، لكني تمنيت أن يغطي الثلج الأرض، فقد اشتقت للمسته الباردة على بشرتي الدافئة، وأردت أن يسري الخدر في أصابعي وأن تؤلمني من لمس الجليد، وأردت أيضا أن تختفي كل درجات اللونين الأخضر والأحمر تحت ثقل الشتاء بلونه الأبيض، كي أحلم وأؤكد لنفسي أن الأمور ستختلف في الربيع.
سمعته يقول من خلفي: «أنت هنا؟ الإفطار جاهز والشاي سيبرد، وهناك خبز طازج على المائدة.»
وجدت نفسي بين ذراعيه مرة أخرى، فهمس في أذني: «كم أنا سعيد!» أخبرني أنه عندما رآني أول مرة كنت جالسة على الأرض في إحدى الممرات، ولكن على النقيض من كل السيدات اللواتي يرتدين الشادور الأسود كنت قد غطيت رأسي بشال كشمير من اللون البني الفاتح، ومع أنني بدوت ضئيلة الحجم، فقد كنت جالسة وظهري مستقيم على الحائط مما جعلني أبدو أطول من كل من حولي. كنت أرفع رأسي نحو السقف، وشفتاي تتحركان برفق كأنني أردد دعاء ما، وبدوت هادئة وسط عالم الخوف واليأس المحيطين بي، وحاول أن يصرف نظره بعيدا عني ولكنه لم يستطع.
في الأيام التالية أخذ علي يدللني حتى شعرت بعدم الارتياح، فقد اعتدت الاعتماد على نفسي، ولم أرغب في أن أعامل كطفلة. الفتاة التي كنت عليها من قبل قد رحلت، وأنا الآن امرأة متزوجة. لم يعد بوسعي الاختباء أسفل فراشي كما كنت أفعل. ربما كان علي ابتلائي الذي يجب أن أرضى به، أو على الأقل يمكنني أن أحاول ذلك. كل ما أتمناه أن يتركني وشأني في الفراش، ففي كل مرة يخلع فيها ملابسه ويلمسني أتوسل إليه أن يتوقف، وفي بعض الأحيان يوافق والبعض الآخر يرفض ويقول لي إن علي الاعتياد على ذلك الأمر، فهو جزء مهم من الزواج، وإذا توقفت عن مقاومته فسوف يصبح الأمر أقل إيلاما.
وأخيرا بعد مرور أسبوع على زواجنا نهضت من الفراش عند الفجر، وقررت أن أحيا وأكف عن الشفقة على نفسي، فما حدث قد حدث وليس بإمكاني تغييره. شرعت في تنظيف المنزل وإعداد الإفطار، وأخبرت عليا أني أرغب في دعوة والديه وشقيقته على العشاء، فظن أنني جننت، وأخبرني أنه لم يفكر أني قد أكون على دراية بالطهو، لكني أكدت له أني تعلمت الطهو بالفعل، فاستسلم في نهاية الأمر.
قال: «حسنا، سوف أدعو والدي وشقيقتي، ثم نذهب لشراء بعض الخضراوات والفاكهة. وهناك أمر آخر يا مارينا.» - «ما هو؟» - «أود أن أشكرك.» - «علام تشكرني؟» - «على المحاولة.»
نامعلوم صفحہ