وليس علينا أن نبحث طويلا للعثور على الأدلة القديمة أو الحديثة التي تثبت هذه الخطة الصهيونية أو هذا الأسلوب الصهيوني في استغلال العلاقات الشخصية، فإن كتب اليهود التي يتعبدون بها طافحة بأخبار الرجال والنساء الذين يجدون النعمة «أو اللائي يجدن النعمة في أعين الملوك والرؤساء»، ولا شك أن المستور أكثر وأغرب من المنشور والمشهور. •••
هذا أسلوب من الأساليب الصهيونية القديمة والحديثة، التي عهدت منهم قبل ثلاثة آلاف سنة، وتعهد اليوم على نمط يوافق الزمن ومطالبه. فلا يتورع الصهيونيون عن استغلال العلاقات الشخصية والانتفاع بنفوذ الرؤساء وأصحاب السطوة والجاه كلما احتاجوا إلى استغلالها، ولا يختلف بين أمس واليوم إلا نوع الخدمة ونوع الوظيفة ونوع المهمة السياسية، وإنما الأسلوب الحديث هو الأسلوب القديم سواء عمل فيه الصحفي ورئيس الشركة وعضو المجلس النيابي، أو عمل فيه الكاهن والصراف ومندوب الجالية المختار!
وفي كل حالة من هذه الحالات يضطر الصهيوني إلى الغش والإفساد لأنه لا يقدر على الصراحة والاستقامة. إذ لا سبيل إلى الصراحة والاستقامة، إلا إذا قام العمل على الإقناع والمساواة، وما من أحد يمكن أن يقتنع بتسخير الله لعباده أجمعين في خدمة الصهيونيين، وما من مساواة بين الناس عند إله يسمونه «رب إسرائيل» ويعادي الأمم جميعا حبا لأمة واحدة هي أمة صهيون!
وهكذا فرضت طبيعة الصهيونية على قومها أن يعملوا للهدم والخداع سواء عملوا في استغلال الحركات الاجتماعية، أو عملوا في استغلال العلاقات بذوي الجاه والرئاسة.
الفصل الرابع عشر
الصهيونية العالمية ... أساليبها في العصر الحاضر (3)
كل جهود الصهيونية العالمية في الوقت الحاضر تنحصر في غاية واحدة، وهي إنقاذ «إسرائيل» من قضائها الذي تخشاه، ولا سبيل إلى ذلك في تقدير الصهيونية - وفي الواقع الذي يراه غيرها كما تراه - إلا بوسيلتين:
أولاهما:
الصلح مع العرب.
والأخرى:
نامعلوم صفحہ