الصهيونية منسوبة إلى صهيون في بيت المقدس.
ولكننا حين نتكلم عن الصهيونية العالمية، نعني بها شيئا أقدم من هذه النسبة، وأقدم من وصول العبريين إلى أرض فلسطين منذ أكثر من ثلاثة آلاف سنة.
نعني بها ذلك الخلق الذميم الذي تأصل في طائفة من العبريين منذ أقدم العصور، وجعلهم بغضاء منبوذين في كل مكان أقاموا فيه أو دخلوه.
نعني به خلق العدوان والادعاء والأنانية، وهو داء قديم في هؤلاء القوم، لم يفارقهم قط في عهد من عهودهم التاريخية، ولا شك أنه كان ملازما لهم زمنا طويلا قبل ظهورهم على مسرح التاريخ.
هذه الصهيونية بغيضة إلى كل الناس، بغيضة من كل بلد، بغيضة في كل زمن، بغيضة في الزمن الحديث، لا يحبها ولا يعطف عليها أحد بلا استثناء لأنصارها المستعمرين والمتعصبين.
ولقد كان الصهيونيون يعرفون أنهم مبغضون ولا يستغربون، وكان خصومهم يعرفون أنهم يبغضونهم ولا يستغربون: كان هؤلاء وهؤلاء لا يستغربون بغض الصهيونية؛ لأنهم يعرفون أسبابه في زمانهم، وإن اختلفوا فيمن هو على حق وفيمن هو على باطل.
أما العصور الحديثة فقد اختلط فيها الأمر على بعض الباحثين فخلطوا بينه وبين التعصب الديني على اليهود، وهما شيئان منفصلان.
وأرادوا أن يطلقوا على بغض الصهيونية اسما جديدا فسموه كراهية الساميين
Anti-Semitism
لظنها أنها من عداوة الأجناس.
نامعلوم صفحہ