قال «أوبيكا» بصوت هادئ لا يكاد يسمعه أحد: ربما كان ممنوعا أن يساعدوا إخوتهم في بناء المخزن.
قال «إيدوجو» محدقا فيه: أنت دائما تتحدث كالأبله .. ألم يعمل «أودوش» مثلك بجد وصلابة في بيتكم؟ وربما عمل بجد أكثر منك.
قال «إيزولو»: أود سماع «أودوش»، ولا أريد سماعكم أنتم. - لقد اختاروني ضمن آخرين للذهاب غدا إلى «أوكبيري» لإحضار حقائب وأشياء المدرس الجديد. - «أودوش»! - نعم يا أبي. - استمع لما أقوله الآن .. إذا ما جاءت هذه اليد خلف الكوع، فإنها كما نعرف تتحول إلى شيء آخر .. إن صداقتي مع الرجل الأبيض «وينتابوتا» هي التي جعلتني أرسلك للالتحاق بأولئك الناس .. لقد سألني أن أرسل أحد أبنائي ليتعلم أساليبهم، فوافقت على إرسالك، لكنني لم أفعل ذلك قط لكي تترك واجبك في المنزل .. هل تسمعني؟ .. اذهب وقل لأولئك الذين اختاروك للذهاب إلى «أوكبيري» إنني أقول لا .. أخبرهم أن غدا هو اليوم الذي يعمل فيه كل أبنائي وزوجاتي وزوجات أبنائي من أجلي .. يجب أن يعرف أولئك الناس عادات هذه الأرض، وإذا لم يعرفوا فعليك بإخبارهم ليعرفوا .. هل تسمعني؟ - نعم .. إنني أسمعك. - اذهب واطلب من والدتك الحضور .. أعتقد أن غدا هو دورها في طهي الطعام.
الفصل الثاني
كثيرا ما كان «إيزولو» يردد: إن آباء «أوموارو» القدامى يجب أن يخجلوا وتصيبهم الحيرة والارتباك لما يحدث هذه الأيام. لقد خاضت «أوموارو» حربا ضد «أوكبيري» .. هل كان لأحد أن يتصور أن «أوموارو» تكون طرفا في إحدى الحروب وهي متفرقة هكذا؟ من كان يعتقد أنهم سيتجاهلون تحذيرات قس «أولو» الذي عمل على وحدة القرى الست وجعلهم على ما هم عليه؟ لكن «أوموارو» شعرت بالقوة والحكمة وملأها الغرور والخيلاء حتى أصبحت مثل الطائر الصغير الذي أكل وشرب ثم تجرأ في طلب صراع ربه الخاص ومنازلته. لقد قامت «أوموارو» بتحدي الإله الذي شيد قراهم .. وإذن فماذا كانوا يتوقعون؟ .. ها هو يعاقبهم .. اليوم وغدا.
كانوا في غابر الأزمان قليلين جدا ومتفرقين بين القرى الست؛ «أومواشالا»، «أومونيورا»، «أومواجو»، «أوموزيني»، «أوموجوجو»، و«أوموسيوزو»، وكانوا يعيشون كشعوب متباينة، وكل منهم يعبد آلهته الخاصة، وعندئذ كان جنود «آبام» المرتزقة يضربون في غياهب الليل .. يشعلون النار في البيوت، ويعاملون الرجال والنساء والأطفال معاملة العبيد.
في كل أرجاء القرى الست كان الأمر سيئا وبشعا إلى أن اجتمع القادة وتكاتفوا لإنقاذ أنفسهم.
استأجروا فريقا قويا من رجال السحر من أجل صنع إله شائع ومعروف. وكان «أولو» هو الإله الذي صنعه الآباء للقرى الست، دفن نصفه هذا الفريق من رجال السحر في مكان عرف بعد ذلك بسوق «كوا»، وألقوا بالنصف الآخر في الجدول الذي أصبح «مجرى أولو»، ثم أطلق اسم «أوموارو» على القرى الست، وصار قس «أولو» رئيسا للقساوسة. ومنذ ذلك الحين لم يحدث أبدا أي اعتداء من العدو .. كيف إذن استطاع مثل أولئك الناس أن يتجاهلوا الإله الذي أسس بلادهم وحفظها؟ ... رأى «إيزولو» ذلك نهاية للعالم.
ذات يوم من أعوام خمسة قرر قادة «أوموارو» إرسال مبعوث إلى «أوكبيري» حاملا الصلصال الأبيض دليل السلام أو ورقة جديدة من أوراق السرخس دليل الحرب .. تحدثوا كثيرا وكذا فعل «إيزولو» دون جدوى.
قال لرجال «أوموارو»: أعرف بأن الإله «أولو» لن يساهم في هذه الحرب الظالمة .. نعم، لقد أخبرني أبي أن قريتنا عندما جاءت لتعيش هنا بادئ الأمر كانت الأرض ملكا ل «أوكبيري» .. إن «أوكبيري» هي التي قدمت لنا الأرض لنعيش فيها، بالإضافة إلى أنهم وهبونا آلهتهم الخاصة «أودو » و«أوجوجو»، لكنهم قالوا لأجدادنا ...
نامعلوم صفحہ