116

ثم أخبرهم أن «إيزولو» وابنه قد رحلا إلى «أوكبيري» في الصباح الباكر، لتلبية نداء الرجل الأبيض. نظر الرجلان كل منهما للآخر، وتذكرا بأنهما فعلا قد قابلا رجلا بصحبة آخر يبدو أنه ابنه، وقد كانا أول من قابلا من الرجال .. نعم إنهما يتذكران، وكان الرجل وابنه يسيران في الاتجاه المضاد، وكانا أيضا متنكرين تماما.

قال البدين: ماذا يشبه؟ - إنه طويل كشجرة الأيروكو، وذو بشرة بيضاء كالشمس؛ فقد كان يدعى في شبابه «وانيانو»

Nura-anyanwu . - وماذا عن ابنه؟ - مثله تماما .. لا يوجد اختلاف.

أبدى الشرطيان - على لسان الرجل الأبيض - إعجابهما العظيم بالقرويين.

قال البدين: قابلنا شخصين في الطريق.

وقال رفيقه: لكننا لن نعود هكذا!

كان البدين يفكر في نفس الشيء، وهو واثق بأنهم لم يقولوا سوى الحقيقة، لكن إثارة بعض الرعب في نفوسهم كان ضروريا، فخاطبهم بلغة الإيبو قائلا: ربما كنتم تكذبون، ويجب علينا أن نتأكد، وإلا فإن الرجل الأبيض سيعاقبنا، وذلك بالقبض على اثنين من رجالكم، واصطحابهما إلى «أوكبيري»، وإذا ما وجدنا «إيزولو» هناك فسوف نطلق سراحهما، أما إذا لم ..

توقف لحظة، ثم استطرد بحركة جانبية من رأسه: أي اثنين سنأخذ؟

تطلع بعضهم إلى بعض، وتبادلوا الحديث فيما بينهم بقلق، ثم قال «أكيوبو» متوسلا: ما الحكمة في خداع مبعوث الرجل الأبيض؟ وإذا كنا كاذبين فإلى أين سنذهب؟ إذا لم تجدوا «إيزولو» في «أوكبيري» فبمقدوركم العودة للقبض علينا جميعا وليس على اثنين فقط.

فكر البدين فيما قاله «أكيوبو»، ثم وافق، وقال: لكننا لا نستطيع المجيء والعودة دون عمل أي شيء؛ فعندما تزورك الروح المقنعة تكون مضطرا لإخماد بصماتها بتقديم الهدايا، والرجل الأبيض في هذه الأيام هو الروح المقنعة.

نامعلوم صفحہ