وكحديث عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق، وأهل بيتي أمان لأمتي من الإختلاف، فإذا خالفتها قبيلة من العرب اختلفوا فصاروا حزب الشيطان)) أخرجه الحاكم في المستدرك، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ورواه أبو يعلى في مسنده، قال في شرح الجامع: وهذا حديث حسن، ورواه ابن أبي شيبة، ومسدد، وأبو يعلى في مسنده، والطبراني في الكبير، وابن عساكر عن إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه، وأخرجه أحمد، وهو في ذخائر العقبى.
وخلاصة القول: أن الرواية عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قد تظاهرت وتظافرت، وروتها العامة والخاصة، على أن آل النبي صلى الله عليه وآله وسلم هم أهل الحق لايفارقهم ولايفارقونه، وأنهم أهل القرآن لايفارقهم ولايفارقونه، وبناءا على هذا، فإن كل عقيدة مخالفة لعقائد أهل البيت يجب رفضها، وتركها، والرجوع إلى العقائد الصحيحة التي دل على صحتها تلك السنن الصحيحة بإجماع المسلمين.
وكل كلام واحتجاج لايبتني على الكتاب والسنة الصحيحة، أو على فطرة العقل التي فطر الله الناس عليها، كل ما كان كذلك فلا يقبل ويرد في وجه صاحبه.
وكل ذلك الذي أحتج به أهل السنة باطل، فمذهب السلف والخلف من جماهير الأمة الإسلامية ليس بشيء ؛ لأنه مما تبنته الدولة الأموية والعباسية، وفرضته على المسلمين بقوة سلطانها، وجعلت ذلك المذهب هو الدين الحق، وعاقبت من خالفه بأشد العقوبات، وقربت من تقبل ذلك المذهب، ولا سيما من العلماء مثل الزهري، فإنه كان من المقربين عند سلاطين بني أمية، ومع هذا فإنه عند أهل السنة من أوثق الرواة، وحديثه وإسناده من أرفع الأحاديث والأسانيد.
وكعمرو بن شعيب الذي قال لعمر بن عبد العزيز حين ترك لعن علي: السنة السنة، فيعتبر عند أهل السنة كالزهري وفي درجته.
صفحہ 2