الرافضة الحقيقيون
أهل السنة الذين ذكرنا، هم في الحقيقة روافض، وليسوا بأهل سنة، فكما رأيت قد رفضوا ما دل عليه حديث الثقلين، فرفضوا أهل البيت عموما كما في حديث الثقلين، وخصوصا كما سمعت في فاطمة، وفي علي مما قدمنا ذكره.
((والروافض عند أئمة أهل البيت هم الذين يرفضون الجهاد مع الأئمة من أهل البيت))، وهذا هو المعنى الصحيح للروافض كما رواه أهل البيت.
لاما يقوله أهل السنة والجماعة، ويروونه كما في تاريخ اليافعي: أنه لما خرج زيد أتته طائفة كبيرة، قالوا له: تبرأ من أبي بكر وعمر حتى نبايعك، فقال: لا أتبرأ منهما، فقالوا له: إذن نرفضك، قال: إذهبوا فأنتم الرافضة، فمن ذلك الوقت سموا رافضة، انتهى.
ومثل هذا ذكره ابن الأثير، وابن عساكر، والذهبي...انتهى من مقدمة المجموع ص11.
فالذي عند الزيدية أن الطائفة التي أتت الإمام زيد، قالوا له: إن الإمام ابن أخيك جعفر الصادق لا أنت، وبعد حوار بينهم وبين الإمام زيد، قالوا: إنه أي جعفر يداري، قال الإمام زيد: ويحكم إمام يداري، إذهبوا فأنتم الرافضة الذين قال فيهم جدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((يا علي سيكون قوم في آخر الزمان لهم نبز يعرفون به، فإذا رأيتهم فاقتلهم، فإنهم مشركون)) هذا معنى القصة.
فقد اتفقت رواية أهل السنة، ورواية الزيدية على أن الإمام زيدا هو الذي أطلق هذا الإسم، وأنهم أي الرافضة رفضوا الجهاد مع الإمام زيد.
واختلفت الرواية في السبب فأهل السنة رووا أن سبب ذلك طلبهم من الإمام زيد أن يتبرأ من الشيخين، والزيدية رووا أن سبب ذلك أنهم قالوا للإمام زيد: لست بالإمام، وإنما الإمام جعفر الصادق إبن أخيك، فقال: اسألوه، فإذا قال إنه الإمام، فهو الإمام، قالوا: لانجد رسولا إلى المدينة، قال الإمام زيد: هذه أجرة رسول، قالوا: إنه يداريك، قال الإمام زيد: ويحكم إمام يداري...إلى آخر الرواية، أو كما قال.
صفحہ 1