وكان يكرم ويعظم من يبغض عليا وأهل بيته، ويعطيهم الجوائز الكبيرة على ذلك، وحاشا سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من هؤلاء المنافقين فإنهم عنها بمراحل، فسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الثابته عند جميع المسلمين: ((أنه لايبغض عليا إلا منافق، ولا يحبه إلا مؤمن)).
وقد روى هذا الحديث علماء أهل السنة، فرواه مسلم في صحيحه في أول الجزء الثالث بسنده عن ذر، قال قال علي: (والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي الأمي إلي أن لايحبني إلا مؤمن، ولا يبغضني إلا منافق)، وهو في صحيح النسائي، ورواه أحمد في مسنده، والطبراني، وهو في سنن الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح، ورواه أبو نعيم بسنده، وقال: هذا حديث صحيح رواه جماعة، وهو مروي في كتب الزيدية والإمامية.
فانظر إلى هؤلاء الذين يسمون أنفسهم أهل السنة كيف يجرحون من عدله النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ويوثقون من جرحه النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وهل هذه إلا سنة معاوية بن أبي سفيان، من هنا يتبين أن المراد بالسنة عندهم هو سنة معاوية لا سنة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
ويزيدك بصيرة فيما قلنا أن بغض علي ولعنه، وبغض الحسنين ولعنهما، وقتل الحسين لايضر فاعل ذلك بل هو ثقة عدل، ورواية من كان كذلك مقبولة ، بل لايكاد أئمة الحديث يوثقون إلا ما كان كذلك كما ذكره ابن حجر في تهذيب التهذيب من أنهم يوثقون الناصبي غالبا، ويوهنون الشيعي مطلقا.
ومن هنا أيضا نعلم أن المقصود بالصحابة الذين لايجوز ذكرهم ولا سبهم، ولا ذكرهم بأعمالهم إنما هو: معاوية، وعمرو بن العاص، وأبو موسى، وسمرة بن جندب، وأمالهم ممن كان يلعن أهل البيت، ويبغضهم، ويحاربهم بالقول والفعل.
صفحہ 2