وقوله: ((وعترتي أهل بيتي)) فيه توضيح للمقصود بأهل البيت فإن الأزواج لايقال لهم عترة، وكذلك لايقال لمن قرابته بعيدة عترة، وإن سموا أهل بيت، والعترة مأخوذة من العتيرة، وهي الكرمة التي يخرج منها العنقود، ومن هنا فقد أطلقت العترة لغة على قرابة الرجل الأدنون.
ثم قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في آخر الحديث: ((إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض)) وفي هذا تسكين لوساوس النفوس، وقطع للمعذرة، وأن ما عهده صلى الله عليه وآله وسلم للأمة لم يقله من قبل نفسه، وإنما تلقاه من اللطيف الخبير، الذي لطف علمه، فخرق حجب الغيوب، وعلم بما كان وما سوف يكون، وخبر بواطن الناس وظواهرهم، وضمائرهم وأسرارهم، واختلاف ذلك منهم، إن من هذه صفته قد أخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن القرآن وأهل البيت لن يفترقا حتى يردا على النبي الحوض، فسبحان الله ما أبلغ هذا الحديث، وما أدله على المقصود، وأن أنوار النبوة لتشع من خلاله، ولو لم تجمع طوائف الأمة على صحته لمالت إلى الإيمان به النفس، وانجذب إليه الطبع، وجزم القلب بأن ذلك صادر من بيت النبوة.
صفحہ 2