وأما نسبتهم الزيدية إلى أنهم ينفون القدر، فليس الأمر كما زعموا، فالزيدية اعتمدوا في تفسير القدر على تفسير الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأخذوا به، فقد جاء في حديث الإيمان: وأن نؤمن بالقدر خيره وشره من الله تعالى، وفسره النبي صلى الله عليه وآله وسلم بما معناه أن تؤمن بأن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، فهذا التفسير النبوي هو الذي تأخذ به الزيدية، وتعتمد عليه، وهو عندها من تمام الإيمان، وجاء ذكره في القرآن في قوله تعالى: ?ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم...الآية?.
وأهل السنة يقولون: إن المعاصي والآثام التي يفعلها العباد من الله تعالى، وأنه هو الذي خلقها وأوجدها لافعل للعبد في ذلك، والتصديق بذلك عندهم من تمام الإيمان، ويستندون في ذلك إلى الحديث والآية، وذلك لايدل على قولهم لامن قريب ولامن بعيد، وذلك لأن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((ما أصابك لم يكن ليخطئك)) ولم يقل: ما أصبت أيها الإنسان لم تكن لتخطئه، وفرق واضح بين ما أصابك وبين ما أصبت.
والخلاف الذي بين الزيدية وأهل السنة هو فيما فعله الإنسان، فالزيدية قالوا: إنه ليس مما دخل في الحديث والآية، وأهل السنة قالوا: إنه مما دخل في الحديث والآية.
وأما الآيات التي جاء بها المستدل، وكذا الروايات، فالمقصود بذلك أهل الحق لاغير قلوا أم كثروا، فمن قامت الدلالة الصحيحة أنه على الحق فهو المقصود بالمدح، وقد قامت الدلالة الصحيحة بحديث الثقلين على أن العترة ومن تابعهم هم أهل الحق.
صفحہ 2