Sahih Al-Qisas Al-Nabawi Lil-Huwayni
صحيح القصص النبوي للحويني
ناشر
مكتبة الصحابة
ایڈیشن
الأولى
اشاعت کا سال
١٤١١ هـ
پبلشر کا مقام
جدة
اصناف
مِنْ عِلْمِ اللَّهِ تَعَالَى عَلَّمَكَهُ اللَّهُ لاَ أَعْلَمُهُ قَالَ: ﴿سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا﴾ [الكهف: ٦٦] فَانْطَلَقَا يَمْشِيَانِ عَلَى السَّاحِلِ، فَمَرَّتْ سَفِينَةٌ، فَكَلَّمُوهُمْ أَنْ يَحْمِلُوهُمْ، فَعَرَفُوا الخَضِرَ فَحَمَلُوهُمَا بِغَيْرِ نَوْلٍ، وَجَاءَ عُصْفُورٌ فَوقَعَ عَلَى حَرْفِ السَّفِينَةِ فَنَقَرَ نَقْرَةً أَو نَقْرَتَيْنِ فِي البَحْرِ. فقالَ الخَضِرُ: يَا مُوسَى! مَا نَقَصَ عِلْمِي وَعِلْمَكَ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ إلاّ كَنَقْرةِ هَذَا العُصْفُورِ فِي هَذَا البَحْرِ! فَعَمَدَ الخَضِرُ إِلَى لوْحٍ منْ ألْوَاحِ السَّفِينَةِ فَنَزَعَهُ. فقالَ مُوسَى: قَوْمٌ حَمَلُونَا بغيْر نَوْلٍ، عَمَدْتَ إِلَى سفينَتهم فَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أهْلَها؟ قالَ: ﴿أَلَمْ أَقُلْ إنَّكَ لَنْ تَسْتَطيعَ مَعِيَ صَبْرا﴾؟ [الْكَهْف: ٧٢] قَالَ: ﴿لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نسِيتُ﴾ فَكانَتِ الأُولَى مِنْ مُوسَى نِسْيَانا. فانْطَلَقَا، فإذَا غُلاَمٌ يَلْعَبُ مَعَ الغِلْمَانِ، فأَخَذ الخَضِرُ برَأْسه مِنْ أعْلاَهُ، فاقْتَلَعَ رَأْسَهُ بيدِهِ، فقالَ لَهُ مُوسَى: ﴿أَقْتَلْتَ نَفْسا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ﴾ [الْكَهْف: ٧٤] قَالَ: ﴿أَلَمْ أقلْ لَكَ أنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرا﴾ [الْكَهْف: ٧٥]، ﴿فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ﴾ قَامَ الخَضِرُ بِيَدِهِ ﴿فأقامَهُ﴾، فقالَ موسَى: ﴿لوْ شِئْتَ لاَتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أجْرا﴾. قالَ: ﴿هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنَكَ﴾ [الْكَهْف: ٧٧، ٧٨]. يَرْحَمُ الله مُوسَى، لَودِدْنَا لَوْ صَبَرَ حتَّى يُقَصَّ عَلَيْنا مِنْ أمْرهمَا".
هَذَا حَدِيْثْ صَحِيْحٌ، مُتَّفَق عَلَيْهِ.
1 / 52