الصاحبي في فقه اللغة
الصاحبي في فقه اللغة
ناشر
محمد علي بيضون
ایڈیشن نمبر
الطبعة الأولى ١٤١٨هـ
اشاعت کا سال
١٩٩٧م
ومنها أن تكون سببًا لشيء، وعِلةً لَهُ. مثل ﴿إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ﴾ ١.
ومنها أن تكون إرادة. نحو: "قُمتُ لأَضرب زيدًا" بمعنى قمت أريد ضَرْبَهُ.
ومنها أن تكون بمعنى "عند" مثل قوله جل ثناؤه: ﴿أَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي﴾ ٢ و﴿لِدُلُوكِ الشَّمْسِ﴾ أي عنده.
ومنها أن تكون بمنزلة "فِي". مثل قوله جلّ وعزّ: ﴿لِأَوَّلِ الْحَشْرِ﴾ ٣ أي فِي أول الحشر.
ومنها أن تكون لمرور وقت. نحو قول النابغة٤:
تَوَهَّمْت آياتٍ لَهَا فعرفتها ... لِسِتَّةِ أعوام وذا العامُ سابعُ
ومنه قولهم: "غلام لَهُ سنة" أي أتتْ عَلَيْهِ سنة.
وتكون بمعنى "بعد" مثل قوله ﷺ: "صوموا لِرُؤْيته" ٥ أي بعد رؤيته.
وتكون للتخصيص. نحو "الحمد لله"، وَفِي الكلام "الفصاحة لقريش والصباحة لبني هاشم"٦.
وتكون للتعجب. نحو: "لله دَرُّه! " ويُنشدون٧:
لله يبقى عَلَى الأيَّام ذو حِيَدٍ ... بمُشْمَخِرٍّ بِهِ الظَّيَّانُ والآسُ
ويقولون: "يَا لِلْعَجَب! " معناه: يَا قوم تعالوا إِلَى العجب ولِلْعجب أدعو.
_________
١ سورة الإنسان، الآية: ٩.
٢ سورة طه، الآية: ١٤.
٣ سورة الحشر، الآية: ١٢.
٤ ديوان النابغة الذبياني: ٧٩٦.
٥ تمام الحديث: "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته"، رواه النسائي: صيام٨، وأحمد: ٤/ ٣٢١.
٦ الصباحة: الجمال.
٧ المقتضب: ٢/ ٣٢٤، بلا عزو. وفي شرح شواهد الإيضاح ص٥٤٤، لأبي ذؤيب الهذلي. والحيد: جمع الحيد: ما شخص من نواحي الشيء، وكل نتوء في قرن أو جبل. والمشمخر: الجبل العالي. الآس: ضرب في الشجر الواحدة: آسة. والظيان: ياسمين البر وهو نبت يشبه النسرين. والبيت في لسان العرب: مادة "شمخر" و"ظين"، وفيه: تالله يبقى ... وقوله: يبقى. يريد: لا يبقى.
1 / 75