الصاحبي في فقه اللغة
الصاحبي في فقه اللغة
ناشر
محمد علي بيضون
ایڈیشن نمبر
الطبعة الأولى ١٤١٨هـ
اشاعت کا سال
١٩٩٧م
جلّ وعزَّ وسُنَّتُه، وسنة رسول الله ﷺ.
ومما كَانَتْ العرب تستعمله ثُمَّ تُرك قولهم: حِجْرًا محجوزًا. وَكَانَ هَذَا عندهم لمعنيين: أحدهما عند الحِرْمان إِذَا سُئِل الإنسان قال: حجرًا محجورًا، فيعلم السائل أنه يريد أن يحرمه. ومنه قوله١:
حَنَّتْ إِلَى النَّخلة القُصْوى فقلت لَهَا ... حِجْرٌ حرام ألا تِلْكَ الدَّهارِيسُ
والوجه الآخر: الاستعاذة. كَانَ الإنسان إِذَا سافر فرأى من يخافه قال: حِجْرًا محجورًا. أي حرام عَلَيْكَ التعرّض لي. وَعَلَى هَذَا فُسِّر قوله ﷿: ﴿يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَحْجُورًا﴾ ٢ يقول المجرمون ذَلِكَ كما كانوا يقولونه فِي الدنيا.
_________
١ البيت للمتلمس كما في "ما اتفق لفظه واختلف معناه": ٨٢ مادة "الحجر" وفي جمهرة أشعار العرب: ٢٦٣.
٢ سورة الفرقان، الآية: ٢٢.
باب مَا جرى مجرى الأسماء وإنما هي ألقاب: ومما جرى مجرى الاسم وهو لقب قولهم: مُدْركة وطابخة. وذلك فِي العرب عَلَى ثلاثة أضرب: ضربٌ مدح، وضربٌ ذم، وضربُ تلقُّب الإنسان لفعل يفعله. فالمدح١: تلقيبهم البَحْر والحَبْرَ والباقر والصادق والدّيباج وغيرهم. والذم٢: فكتلقيبهم بالوَزَغ ورَشْح الحَجَر وَمَا أشبه ذَلِكَ. وأما اللقب المأخوذ من فعل يُفعل فكطابخة ومدركة. _________ ١ يريدون بالبحر: الرجل الكريم، وبالحبر: الرجل العالم أو الصالح، وبالباقر: العالم المتبحر بالعلم لأن أصل البقر: الشق والتوسع، والديباج: من المعرب: الناقة الفتية الشابة. ٢ الوزغ: جمع الوزغة وهي سام أبرص وسميت بها لخفت وسرعة حركتها، ويسمى الرجل الحارض الفشل بالوزع.
باب مَا جرى مجرى الأسماء وإنما هي ألقاب: ومما جرى مجرى الاسم وهو لقب قولهم: مُدْركة وطابخة. وذلك فِي العرب عَلَى ثلاثة أضرب: ضربٌ مدح، وضربٌ ذم، وضربُ تلقُّب الإنسان لفعل يفعله. فالمدح١: تلقيبهم البَحْر والحَبْرَ والباقر والصادق والدّيباج وغيرهم. والذم٢: فكتلقيبهم بالوَزَغ ورَشْح الحَجَر وَمَا أشبه ذَلِكَ. وأما اللقب المأخوذ من فعل يُفعل فكطابخة ومدركة. _________ ١ يريدون بالبحر: الرجل الكريم، وبالحبر: الرجل العالم أو الصالح، وبالباقر: العالم المتبحر بالعلم لأن أصل البقر: الشق والتوسع، والديباج: من المعرب: الناقة الفتية الشابة. ٢ الوزغ: جمع الوزغة وهي سام أبرص وسميت بها لخفت وسرعة حركتها، ويسمى الرجل الحارض الفشل بالوزع.
1 / 56