الصاحبي في فقه اللغة
الصاحبي في فقه اللغة
ناشر
محمد علي بيضون
ایڈیشن نمبر
الطبعة الأولى ١٤١٨هـ
اشاعت کا سال
١٩٩٧م
وربّما كان اللفظُ خبرًا والمعنى شرطٌ وجزاء، نحو قوله: ﴿إِنَّا كَاشِفُوا الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ﴾ ١ فظاهره خبر، والمعنى: إنّا إن نكشف عنكم العذاب تعودوا. ومثله ﴿الطَّلاقُ مَرَّتَانِ﴾ ٢ المعنى: مَن طلّق امرأته مرتين فليُمْسِكها بعدهما بمعروف أو يسرّحها بإحسان.
والذي ذكرناه في قوله جل ثناؤه: ﴿ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ﴾ ٣ فهو تبكيت وقد جاء في الشعر مثله. قال شاعر يهجو جريرًا:
أبلغْ جريرًا وأبلغ مَن يُبَلّغُه ... أني الأغرُّ وأني زهرةُ اليَمَنِ
فقال جريرٌ مبكّتًا له٤:
ألم تكن في وُسُوم قد وَسَمْتُ بها ... من حَانَ موعظةٌ يا زهرةَ اليَمَنِ
ويكون اللفظ خَبَرًا، والمعنى دعاء وطلب مَرّ في الجملة. ونحوه: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ ٥ معناه فأعِنّا على عبادتك. ويقول القائل: "أستغفر الله" والمعنى: اغْفِرْ. قال الله جلّ ثناؤه: ﴿لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ﴾ ٦ ويقول الشاعر٧:
استغفرُ اللهَ ذنبا لست محصيه ... رب العباد إليه الوَجهُ والعملُ
باب الاستخبار:
الاستخبارُ طلب خُبْر ما ليس عن المستخبر، وهو الاستفهام.
وذكر ناس أن بين الاستخبار والاستفهام أدنى فرق. قالوا: وذلك أن أولى الحالين الاستخبار لأنك تستخبر فتجابُ بشيء، فربّما فهمته وربّما لم تفهمه، فإذا سألت ثانيةً فأنت مستفهم تقول: أفهمْني ما قتله لي. قالوا: والدليل على ذلك أن
_________
١ سورة الدخان، الآية: ١٥.
٢ سورة البقرة، الآية: ٢٢٩.
٣ سورة الدخان، الآية: ٤٩.
٤ ديوانه: ٤٦٧.
٥ سورة الفاتحة، الآية: ٤.
٦ سورة يوسف، الآية: ٩٢.
٧ المقتضب: ٢/ ٣٢١ بلا عزو.
1 / 134