قال: نعم، سلوا ما شئتم.
قلنا: هل لبس القبعة (البرنيطة) محظور دينا؟
قال: كلا، وفي لبسها منافع جمة، فهي تقي الرأس والوجه حرق الشمس، وتحفظ العين من أشعة نورها.
قلنا : هل حجاب المرأة واجب شرعا؟
قال: لا، وأي شرع يكون شقاء على العباد.
قلنا: ولم يتخرص بعض الناس بأن ذلك حرام وذاك واجب، ويقيمون القيامة علينا وعلى من يقولون بمثل قولك الآن؟
قال: يفعلون ذلك تعصبا واستبدادا، وهم يعلمون من الأشياء ما تعلمون، وهم بعد ذا يحلون ما يريدون أن يجعلوه حلالا، ألا ترون كيف ينظرون إلى النساء يجررن أذيالهن ويتهالكن في مشياتهن، وليس على وجوههن إلا براقع تشف عما تعلوه. فهن حاسرات مقنعات، ولكن لا يعارض في ذلك معارض، ويرون الناس يأتون من الموبقات ما تندى له الجباه وتحمر الوجوه، فلا يعارضونهم ولكن ويل لمن وضع على رأسه قبعة واجتاز طريقا! ومنهم من يقول: الربا حرام، وأوقاف الأستانة في زمان الاستبداد كانت تقرض المال بالربا، فتهب الرجل قدر حاجته من القرض، وتجعل الربح ثمن مصحف يشتريه من الولي ثم يهبه إياه، وأنتم تعلمون الحيل الشرعية وما يأتيه أكثر الناس من المتمسكين بالدين.
قلنا: هذا كلام لم نسمعه من غيرك من رجال الدين، ولكن هل تتكلم مع إخوانك الفقهاء في مثل هذا الباب؟
قال: هذا صعب، وأخشى أن أستثير غضبهم فيصيبني منهم أذى كبير، وهل فيهم من يجهل شيئا مما ذكرت لكم؟! ولكنهم متعصبون، والمتعصبون لا تجدي معهم المناظرة ولا يقنعهم الدليل.
قلنا: وكيف الخلاص من هذه العادات التي أثقلت أعناقنا وأطالت شقاءنا، وكلما هممنا بالفوز في معترك الحياة تكاثرت علينا جموع التعصب فانقلبنا مخذولين مدحورين؟
نامعلوم صفحہ