من مخبر الأعراب أني بعدهم
شاهدت رسطاليس والإسكندرا
ورأيت فضل الفاضلين كأنما
رد الإله ذكاهما والأعصرا
16
ثم يرى أثناء ذلك ضيوف الزائرين على اختلاف الطبقات من شاعر أديب وعالم فاضل ووجيه كبير وأمير جليل.
وبعد أن كانت تغلب على الجريدة صبغة الأدب والاجتماعيات تحولت إلى السياسة واندفعت تكافح في ميدانها الوعر المسالك، وصار رجال السياسة الأذكياء يعزون الصحفي الكاتب ويوجهونه وفق ما يشتهون، ومع أنه لم تثبت لجريدة «الناشئة الجديدة» شخصية سياسية معينة، ولكن القلوب تعلقت بصحيفة الكاتب المجيد، فزاده الإقبال والتقدير مضاء في براعته الكتابية على حد القول المأثور: «اللهم تفتح اللهاة»، فأوجد في صحافة العراق الصور القلمية لرجال السياسة والمجتمع في إطار أنيق من الوصف المحكم والتعبير الجميل واللفظ الأرن، مما لم يكن لهذه الصحافة به عهد قبله وأغرم القراء، ولا سيما الشبان بهذه الصحيفة الفذة وتهافتوا على قراءتها.
وصمم بعد مدة أن يستغل مواهبه الكتابية وشهرة قلمه في إصدار جريدة سياسية قوية أذاعها باسم «الزمان» يوم 11 تموز (يوليو)، وفيها مقدمة عنوانها «مني وإلي» من شذراتها هذه تستشفون روح منشئها وطريقته الكتابية:
تصدر هذه الجريدة وليست وجهتها «خدمة الوطن» أو الأمة أو القضية أو الاستقلال أو العلم أو الفن، وإنما وجهتها خدمتي أنا.
ولما كنت «اشتراكيا» في عقيدتي الاجتماعية، فإني أبيح للجمهور حق الاشتراك فيما أكتبه لنفسي، وفيما أملكه من هذه الجريدة.
نامعلوم صفحہ