4
جريدة نينوى
وما عرفت الموصل الصحافة الأهلية قبل جريدة «نينوى» التي صدرت في تموز (يوليو) سنة 1909 لصاحبها فتح الله رسم ومديرها المسئول محمد أمين الفخري، وكان يكتب فيها علي حكمت، وهي علمية أدبية سياسية تصدر مرة في الأسبوع باللغتين العربية والتركية. وقد عرفت باعتدالها في سياستها وتحاشي إغضاب الحكومة.
جريدة النجاح
فلما أسس فرع «حزب الحرية والائتلاف» المعارض في الحدباء أصدر جريدة «النجاح» صاحب امتيازها محمد توفيق، وكان يكتب فيها «خير الدين العمري»، ظهرت في 12 تشرين الثاني (نوفمبر) سنة 1910 (1328ه) وبقيت تصدر سنة ونصف سنة ثم أوقفها صاحبها. •••
يلاحظ مما تقدم أن معظم الجرائد التي صدرت في العراق في العهد العثماني تكتب باللغتين العربية والتركية - لغة الدولة الرسمية - وبعضها تركية بحتة، وبينها جرائد باللغة الفارسية.
ولغة هذه الصحافة في فجر حياتها تشوبها العجمة، وأسلوب الكتابة فيها ضعيف مهلهل وعباراتها مشحونة بالأغلاط اللغوية والنحوية، بحيث اهتاج عالم لغوي عراقي كبير، فقال في وصف لغة الصحافة في الحكم التركي:
كانت لغة جرائد بغداد في العهد العثماني خليطا من جميع اللغات التي بها متكلمون في الزوراء، فترى فيها التركية والكردية والفرنسية والإنكليزية والهندية والفارسية، ولغة مؤلفة حروف ألفاظها من كل هذه اللغات معا أو من بعض منها.
هذا من حيث اللغة والأسلوب. أما من ناحية الموضوعات، فمن البداهة بمكان أن شيوع الأمية شيوعا مريعا في ذلك العهد، والتخلف الثقافي جعلا وجود الكتاب نادرا جدا، والصحافة صناعة خاصة لا يخوض غمارها إلا من يتمتع بموهبة لمعالجة الكتابة السياسية ونحوها، ولم يكن يقدم على الكتابة في الصحف في الفترة التي نبحث عنها حملة العلوم الدينية وأشياخ التدريس والفقهاء؛ إذ إن الكثيرين منهم كانوا يرون الكتابة في الجرائد السيارة مزريا بصاحبها، وبعضهم يعتقد أن هذه الصحف لا تنشر إلا الأكاذيب، فهم يربئون بأنفسهم أن يساهموا في التحرير فيها.
كما أن خصاصة أصحاب الصحف جعلتهم عاجزين عن أن يدفعوا أجورا للكاتبين إذا وجدوا، فتجد الواحد منهم يجمع في شخصه بين المالك للجريدة ورئيس التحرير والمخبر ومدير الإدارة. وقد يكون الموزع أيضا.
نامعلوم صفحہ