صحابہ سند زیدیہ
الصحابة عند الزيدية
اصناف
وقد تعلل أولئك بعدم رغبتهم في قتال أهل القبلة، فتركهم الإمام علي، وشأنهم، ولم يتجاوز موقفه تجاههم اللوم والعتاب، وفي ذلك قال الإمام يحيى بن حمزة في (التحقيق)(1): «لم يشدد عليهم أمير المؤمنين في المقاتلة، بل تركهم على حالهم من الشبهة، وإن كان قد نسبهم إلى ضعف في الدين والبصيرة، وقد رويت عنهم المعاذير، فإن كان عليه السلام قد قبلها منهم، فلا عيب عليهم في الاعتزال والتخلف؛ لرضاه، فأسقاط ذلك عنهم، وإن ثبت أنه ألزمهم الخروج معه، ولم يعذرهم في التخلف فنكصوا، فما هذا حاله لا يبعد أن يكون كبيرا؛ لأن كل من أمره الإمام بأمر ثم خالفه بعد أن ضيق عليه فيما تلزمه فيه الطاعة والانقياد فلا يبعد فسقه، وأنه بمنزلة البغي عليه، والظاهر من حالهم والذي نرتضيه في حقهم، أنه لم يضيق عليهم أمر الخروج معه، بل عذرهم لما عرض لهم من الشبهة في ذلك، فلا يفسقون بالقعود والتخلف عنه».
وذكر الإمام محمد بن القاسم الرسي أن ابن عمر تأسف على أنه لم يقاتل الفئة الباغية مع الإمام علي. ثم قال: وهذا بابن عمر أشبه(2).
وقال الإمام عز الدين في (المعراج)(3): «وقد تظاهرت الروايات على توبة ابن عمر وندمه على ترك الجهاد مع أمير المؤمنين، وأشتد أسفه على ذلك، حتى قال: ما أتأسف على شيء تأسفي على أني لم أشهد معه المشاهد». وقال ابن عبد البر في (الاستيعاب) (4): « صح عن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما من وجوه أنه قال ما آسى على شيء كما آسى أني لم أقاتل الفئة الباغية مع علي رضى الله عنه ».
صفحہ 93