- قال الإمام المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني: «لو قيل لواحد ممن يدعي بزعمه كفرا أو فسقا في حقهم: أرني نصا من جهة الأئمة صريحا أنه يتبرأ فيه من الشيخين؟ لم يمكنه ذلك»(1). وقال: «ما أعلم أن أحدا من العترة يسب الصحابة، ومن قال ذلك فقد كذب»(2).
- وقال الإمام عبد الله بن حمزة: « الظاهر المعلوم من ذرية الأئمة الطاهرين، والأئمة العلماء إلى يومنا هذا، عدم السب والبراءة، لا نجد أحدا يحكي عنهم حكاية صحيحة لسب ولا براءة، بل وكلوا أمرهم إلى رب العالمين»(3).
- وقال: « ولا يمكن أحدا أن يصحح دعواه على أحد من سلفنا الصالح أنهم نالوا من المشايخ أو سبوهم، بل يعتقدون فيهم قبل إحداث الأحداث أنهم خير خلق الله بعد محمد وعلي وفاطمة وولديهما صلوات الله عليهم ويقولون قد أخطؤوا في التقدم على علي عليه السلام وعصوا بذلك معصية لا يعلم قدرها إلا الله سبحانه، والخطأ لا يبرأ منه إلا الله سبحانه، وقد عصى آدم ربه فغوى، فإن حاسبهم بذنب فعلوه وإن عفا عنهم، فهو أهل العفو؛ فهو أهل العفو، وهم مستحقون لحميد سوابقهم»(4).
- وقال أيضا: «وهم (يعني الزيدية) لا يسبون الصحابة ولا يفسقونهم، وإنما يخطئونهم في ترك الاستدلال، والإخلال بالنظر في النصوص الموجبة إمامة علي عليه السلام، ويعيبون أفعالهم من دون كلام قبيح، ولا يمكن أحدا أن يدعي على أحد من أئمة الهدى دعوى صحيحة بأنه سب أو آذى، وهذا منهاج علي عليه السلام، فإنه كان في خطبه وأثناء محاوراته يشكو من القوم تقدمهم، وأنه أولى بالأمر منهم»(5).
صفحہ 61