وفي هذه الرواية نظر من عدة وجوه:
1 - أنه لم يروها أحد من قدماء أئمة الزيدية الذين اعتنوا بأخبار الإمام زيد، كالإمام أبي طالب، والإمام المرشد بالله، حتى السيد أبي العباس الحسني رغم اهتمامه بنقل كل ما من شأنه إدانة الشيخين.
2 - أنها مطبوعة بطابع التقية، ولم يكن الإمام زيد ممن يظهر التقية في مثل هذه الأمور، وهو القائل: « والله لو علمت أن رضا الله عز وجل في أن أقدح نارا بيدي حتى إذا اضطرمت رميت بنفسي فيها لفعلت»(1).
3 - أنه ذكر فيها الصلب، وهذا يعني أن هذه الرواية لفقت بعد قتله وصلبه؛ لأن الإمام زيدا لم يكن يعلم بأنه سيصلب، إذ ذلك غيب لا يعلمه إلا الله تعالى. وما يروى من أنه كان يعلم بمقتله ففيه نظر.
4 - أنها نسبت قتله إلى الشيخين، وهو خلاف المعلوم، حتى وإن أراد أنهما تسببا في ذلك، والله تعالى يقول: ?ولا تزر وازرة وزر أخرى?(الأنعام/164)، وحاشا لبصيرته النافذة أن يصدر عنه مثل هذا، ويتهم أحدا بجريمة لم يفعلها، ولو على سبيل المجاز.
صفحہ 53