صفوة العصر في تاريخ ورسوم مشاهير رجال مصر
صفوة العصر في تاريخ ورسوم مشاهير رجال مصر
اصناف
وعند نواله تلك الشهادة لم يشأ الالتحاق بالوظائف الحكومية، بل فضل خدمة بلاده من طريق الأعمال الحرة، فاحترف تلك المهنة الشريفة ألا وهي مهنة المحاماة والدفاع عن حق الضعيف، والأخذ بيد المظلوم وفي الوقت نفسه ليكون قريبا من مركز دائرته ومباشرة شؤونها العديدة بنفسه، فكان في مهنته شأن يذكر إذ كم من حق ضائع أظهره، ومتهم تلاعبت به يد الظلم فبرأه، وكم سعى للصلح بين الناس فوفق إليه بصائب رأيه، وحسن بصيرته ، وذلك بفضل كمال نشأته وغزارة علمه ووفرة أدبه.
تعيينه نظارا على أوقاف العائلة
ونظرا لكفاءته الشخصية قد عهد إليه إدارة شؤون أوقاف العائلة الواسعة، وأمسك بزمام وقفيتين منها، الأولى وقفية الأمير علي كاشف جمال الدين، حيث ضم بقيه مع الانفراد إلى أحمد أفندي شفيق الناظر السابق، ثم ضم أيضا ناظر ثقة إلى سعادة حفني الطرزي باشا النظار السابق لأوقاف المرحوم الطيب الذكر خالد الأثر أيوب جمال الدين، وذلك في بحر ستة أشهر، وها هو الآن يعمل بجد ونشاط وأمانة على إحياء ذكرى عائلته المجيدة وإخراج أولئك الأغراب، الذين عبثوا بهاته الأوقاف فسادا وغنموا من ورائها مغنما كبيرا واستباحوا لأنفسهم هضم حقوق المستحقين لذاك الوقف دون أن يجدوا من أنفسهم ما يردعهم عن هذا العمل الدنيء أو يزجرهم زاج، وسوف يعلم أولئك الظالمون إلى أي منقلب ينقلبون.
ترشيحه عضوا لمجلس النواب المصري
ولما كان حضرة صاحب الترجمة من شبان مصر الأذكياء الأكفاء، المتحلين بالعلم الغزير، والأدب الجم، ومشهورا بسداد الرأي، فقد رشح نفسه لعضوية مجلس النواب المصري وانتخب فعلا عضوا عن دائرة منفلوط الوسطى، ولو أتاح الله لهذا المجلس البقاء حتى اليوم لرأينا من همته غيرة على مصالح البلاد ما تلهج الألسن بالشكر والثناء عليه.
ولنا كبير أمل في شخص هذا الأستاذ القدير أن يعيد مجد هذه العائلة النبيلة إلى سابق عزها وفخرها، وليس هذا الأمل على همته بعزيز.
مآثر عائلة جمال الدين الخالدة
ومما يخلد لهذه العائلة المجيدة بقلم الشكر والإعجاب قيامها بتشييد أكثر من عشرة مساجد فخمة البناء، ثمينة الأثاث لإقامة الشعائر الدينية بها، وهي قائمة في منفلوط، وأبي تيج، وأسيوط، وصرفها الأموال الطائلة على الفقراء، والمحتاجين من أبناء السبيل وغيرهم.
وبالإجمال فإن هذا البيت الكريم شيد على دعامة السخاء، والكرم، ونشأ أهله على حب الخير ومواساة الفقراء فألبستهم التقوى والزكاة ثوب البهاء والجلال.
أخلاقه وصفاته
نامعلوم صفحہ