سفینہ منجیہ
السفينة المنجية في مستخلص المرفوع من الأدعية
اصناف
وهما في شمس الأخبار قال أحكام الإمام الهادي(ع): ينبغي لمن حضرته الوفاة أن يوصي ويشهد على وصيته، ويكون أول ما يشهد عليه ويلفظ به ما يدين الله به من شهادة الحق.، قلت: وكيفية ذلك ما قاله في أمالي الإمام أحمد بن عيسى(ع) قال: حدثنا محمد قال: حدثنا عباد بن يعقوب عن محمد بين سليمان عن قيس بن الربيع عن جابر عن الشعبي قال: ذكر عند علي عليه السلام مالك بن نباتة فقال: (أما أوصى ؟)، قالوا: إرشادك أردنا يا أمير المؤمنين، قال: (إذا أراد الرجل أن يوصي فليقل: بسم الله الرحمن الرحيم، شهادة من الله شهد بها فلان بن فلان {شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم(18)} [آل عمران]، اللهم من عبدك وإليك في قبضتك ومنتهى قدرتك، يداك مبسوطتان تنفق كيف تشاء وأنت اللطيف الخبير، ثم يقول: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أوصى به فلان بن فلان، أوصى أنه يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم أرسله الله بالهدى ودين الحق لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين، اللهم إني أشهدك وكفى بك شهيدا وأشهد حملة عرشك وأهل سمواتك وأهل أرضك ومن ذريت وبريت وأنبت وأشجرت وفطرت بأنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، وأن محمدا عبدك ورسولك، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور، أقوله مع من يقول وأكفيه من أبى، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، اللهم من شهد على مثل ما شهدت عليه فاكتب شهادته مع شهادتي، ومن أبى فاكتب شهادتي مكان شهادته واجعل لي به عهدا توفنيه يوم ألقاك فردا إنك لا تخلف الميعاد، قال: ثم يفرش فراشه مما يلي القبلة، ثم ليقل: على ملة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وما أنا من المشركين، ثم ليوصي كما أمره الله تعالى - يعني يذكر ما له وعليه -، ومثل هذا ذكر الإمام الهادي عليه السلام في أحكام الإمام الهادي(ع) مع تغيير يسير وقال: هذا الكلام فهو شبيه بوصية أمير المؤمنين.
وندب للمحتضر توديع أهله والدعاء لهم وتطييب نفس كل منهم كما في قصة موت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فإنه أوصى نسائه واحدة واحدة مودعا لكل ثم فاطمة (عليها السلام)، وآخر عهده به ممن ودعه الحسنان -عليهما السلام- فقال: ((اللهم إني أستودعكهما وجميع المؤمنين من أمتي))، ثم لم يسمع منه بعدها غير قوله: ((اللهم الرفيق الأعلى والكأس الأوفى))، ثم غمض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ورزقنا(1) شفاعته، كل هذا في (مصابيح أبي العباس الحسني، رضي الله عنه)، وقريب منه في مجموع الإمام زيد بن علي(ع): ودخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على رجل من ولد عبدالمطلب وهو في السوق وقد وجه لغير القبلة فقال صلى الله عليه وآله وسلم: ((وجهوه للقبلة فإنكم إن فعلتم ذلك أقبلت عليه الملائكة وأقبل عليه الله بوجهه فلم يزل كذلك حتى يقبض))، رواه في أمالي الإمام أحمد بن عيسى(ع)، وقوله: ((بوجهه)) أي برحمته.
صفحہ 172