سفینہ منجیہ
السفينة المنجية في مستخلص المرفوع من الأدعية
اصناف
الباب السادس والثلاثون: في ذكر شيء مما ورد في عيادة المريض
وتلقين المحتضر
(فصل): ينبغي لكل مؤمن أن ينزل نفسه في الموتى محتضرا متخيلا حالاته المنفية إلى النقلة من هذه الدار إلى دار البقاء ليستفيد أمرين، أحدهما: أن ما لاقاه من المصائب دقت أو جلت هان. الثاني: يحمل نفسه على التخلص من الحقوق التي لا شك من أن يسأل عنها يوم الحساب، ومهما غفل عما ذكرنا غلبته نفسه ودعته إلى طبعها من التساهل وكثير ممن هذا شأنه يموت غير مرضي الحال والعياذ بالله، ولو لم يكن مهل يترقبه الإنسان من الأمور المستقبلة إلا الموت لكفى به عضة باهرة وردعة قاهرة، فإن إنتقال الإنسان من الحيوانية إلى الجمادية يتعقل العاقل أن فيه من الشدة ما لا مزيد عليه، فإن الموت في اللغة: السكون، فيلحق الحي بالساكنات الجمادات لا قوة إلا بالله، وهذه النقلة من هذه الصفة إلى هذه الصفة لا يخفى بعد ما بينهما وعدم تلاؤمهما إلا بعذاب للبدن وتغيير إلا ما وقى الله، تعالى، ولطف، نسأل الله تعالى تيسير ذلك وتسهيله.
روى أبو عبدالله أحمد بن أبي بكر ابن فروخ القرظي الأنصاري في كتابه العظيم (التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة) بطريقه قال: ((إن الله سأل خليله إبراهيم (صلوات الله عليه وعلى نبينا وآله) بعد موته، فقال: يا خليلي كيف وجدت الموت ؟، فقال: كسفود محمى جعل في صوف رطب ثم جذب، قال تعالى: أما إنا قد هونا عليك)).
وروي أن موسى (صلوات الله عليه) لما صار روحه إلى الله، تعالى، قال: ((كيف وجدت الموت ؟، قال: وجدت نفسي كالعصفور الحي حين يلقى في المقلى لا يموت فيستريح ولا ينجوا فيطير))، فانظر إلى شدة إنتهاب الروح وجذبه من البدن، نسأل الله تعالى بمنه ولطفه أن يهون تلك الكرب علينا ويسهل شدائد هول المطلع فهو كافينا وواقينا.
صفحہ 163