بأخبارهم، واشتغل بالصلاة وكان يلتفت إلى جهته في أثناء الصلاة، وهذا على سبيل الندرة وفى صلاة النافلة، ولمهم دينى، ومصلحة أهل الإسلام منوطة به، وهو من باب تداخل العبادات، لأنه اشتغل في أثناء الصلاة بالجهاد، وصلاة الخوف تشبه هذا المعنى.
وكان عمر ﵁ يقول: إني لأجهز جيشي وأنا في الصلاة وكان ﷺ يقرأ التحيات بعد كل ركعتين (١). وكان يدعو في سبعة مواطن:
الأول: عقيب تكبيرة الإحرام كما ذكرناه.
والثاني: قبل الركوع، وبعد الفراغ من القراءة، وفي الوتر.
الثالث: بعد الاعتدال من الركوع كان يقول: "سمع الله لمن حمده ربنا لك الحمد ملء السموات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد، اللهم طهرنى بالثلج والبرد والماء البارد، اللهم طهرنى من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الوسخ" (٢).
الرابع: في حال الركوع كان يقول: "سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي" (٣).
الخامس: في السجود وفي الغالب كان يدعو في السجود كما بيننا.
السادس: بين السجدتين كما قلنا.
السابع: بعد التشهد قبل السلام أما الدعاء الذي يفعله الأئمة بعد السلام فإنه لم يكن من عادة النبي ﷺ، ولم يثبت في هذا الباب شيء من
_________
(١) انظر صحيح مسلم في كتاب الصلاة، باب التشهد في الصلاة حديث رقم (٤٠٣ - ج ١ ص ٣٠٢ وص ٣٠٣)، وانظر سبل السلام (ج ١ ص ٣٨٥) وما بعدها.
(٢) رواه مسلم في كتاب الصلاة، باب ما يقول إذا رفع رأسه من الركوع حديث رقم (٤٧٧ - ج ١ ص ٣٤٧)، وأبو داود في كتاب الصلاة، باب ما يقول إذا رفع رأسه من الركوع حديث رقم (٨٤٧ - ج ١ ص ٢٢٤)، والنسائي (ج ٢ ص ١٩٨ - ١٩٩) في كتاب الافتتاح، باب ما يقول في قيامه ذلك.
(٣) تقدم تخريجه.
1 / 42