البروك، والذي قال ركبة البعير في يديه، وهم وغلط وخالف قول أئمة اللغة.
والصواب أنه نهى عن التشبه بالحيوانات وقال: "لا تبركوا بروك البعير ولا تلتفتوا التفات الثعلب، ولا تفترشوا افتراش السبع، ولا تقعوا إقعاء الكلب، ولا تنقروا نقر الغراب، ولا ترفعوا أيديكم في حال السلام كأذناب الخيل الشمس واجتنبوا جميع ذلك" (١)، وجاء في رواية أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أنه ﷺ قال: "إذا سجد أحدكم فليبدأ بركبتيه قبل يديه ولا يبرك بروك الفحل" (٢).
وفي صحيح ابن خزيمة كان رسول الله ﷺ، إذا سجد بدأ بركبتيه وفي رواية سعد كنا نضع اليدين قبل الركبتين، فأمرنا بالركبتين قبل اليدين، وأكثر العلماء على هذا إلا الإمام مالكا والأوزاعى وطائفة من أهل الحديث.
ولم يسجد النبي ﷺ على كور عمامته أبدا بل كان يضع جبهته على التراب، أو على الطين والماء، أو على سجادة من سعف النخل، أو على جلد مدبوغ، وكان إذا سجد وضع جبهته وأنفه على الأرض، وجافى يديه عن جنبيه، ووضع كفيه حذو منكبيه، وقال: "إذا سجدت فضع كفيك وارفع مرفقيك".
وكان يفرج بين أصابعه في الركوع ويجمع بينها في السجود، وكان يقول في سجوده: "سبحان ربي الأعلى" ويأمر به، وبعد ذلك يقول: "سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي"، (٣) "سبوح قدوس رب الملائكة والروح لا
_________
(١) رواه الجماعة بمعناه وأورده الشوكاني في نيل الأوطار (ج ٢ ص ٢٥٦)، ورواه أحمد بلفظ قريب من عند المصنف انظر المصدر السابق (ج ٢ ص ٢٧٦).
(٢) تقدم تخريجه.
(٣) تقدم تخريجه وانظر صحيح مسلم برقم (٤٨٧)، وأبى داود (٨٧٢) والنسائي (ج ٣ ص ٥٨).
1 / 36