سفر نامه
سفر نامه
تحقیق کنندہ
د. يحيى الخشاب
ناشر
دار الكتاب الجديد - بيروت
ایڈیشن نمبر
الثالثة، 1983
تزن كل قطعة منه أكثر من ألف من وعلى جانبيه بناء من الطوب النيىء ارتفاعه عشرون ذراعا وقد نصبت على قمته أعمدة من الرخام طول كل منها ثمانية أذرع وهي سميكة بحيث لا يستطيع رجلان أن يحيطاها بأذرعهما إلا بصعوبة وعلى رأس هذه العمد عقود على الجانبين كلها من الحجر المنحوت الذي لا يفصله عن بعضه حص أو طين وفي الوسط تماما الطاق الكبير يعلوها بخمسين ذراعا وقد قست كل حجر منه فإذا به ثمانية أذرع طولا وأربعة عرضا وأظن الحجر الواحد يزن سبعة آلاف من وقد نقشت هذه الحجارة بدقة ومهارة بحيث يقل ما يشابهها مما ينقش على الخشب ولم يبق هناك أبنية غير هذا الطاق وقد سألت أي مكان هذا فقيل لي سمعنا أنه باب حديقة فرعون وهو بالغ في القدم والوادي المجاور لهذه الناحية مملوء بأعمدة الرخام تيجانها وجذوعها وهي من الرخام المدور والمربع والمسدس والمثمن وهي من الصلابة بحيث لا يؤثر فيها الحديد وليس في هذه الجهة جبل حتى يقال إنهم جلبوها منه وهناك حجارة تبدو كأنها معجونة جرانيت وهي تفل الحديد وفي نواحي الشام أكثر من خمسمائة ألف من أعمدة وتيجان وجذوع ولا يعرف أحد ماذا كانت ولا من أين نقلت
ثم بلغنا مدينة صيدا وهي على شاطىء البحر أيضا يزرع بها قصب السكر بوفرة وبها قلعة حجرية محكمة ولها ثلاث بوابات وفيها مسجد جمعة جميل يبعث في النفس هيبة تامة وقد فرش كله بالحصير المنقوش وفي صيدا سوق جميل نظيف وقد ظننت حين رأيته أنه زين خاصة لمقدم السلطان أو لأن بشرى سعيدة أذيعت فلما سألت قيل لي هكذا عادة هذه المدينة دائما وفيها حدائق وأشجار منسقة حتى لتقول إن سلطانا هاويا غرسها وفي كل من هذه الحدائق كشك وأغلب شجرها مثمر
صفحہ 49