صفحات من صبر العلماء على شدائد العلم والتحصيل

عبد الفتاح ابو غدہ d. 1417 AH
23

صفحات من صبر العلماء على شدائد العلم والتحصيل

صفحات من صبر العلماء

اصناف

قال ابن أبى يعلى فى ((طبقات الحنابلة)) 1: 114 , والمذهبي في ((تذكرة الحفاظ)) 2: 524 , والعليمى في ((المنهج الأحمد)) 1: 123: ((كان إسحاق بن منصور الموسج فقيها عالما , وهوا الذى دون عن الإمام أحمد (المسائل) في الفقه , قال حسان بن محمد: سمعت مشايخنا@ يذكرون أن إسحاق بن منصور , بلغه أن أحمد بن حنبل رجع عن تلك (المسائل) التى علقتها عنه , فجمع إسحاق بن منصور تلك (المسائل) في جراب , وحملها على ظهره , وخرج إلى بغداد وهي على ظهره وعرض خطوط أحمد عليه في كل مسله استفتاه فيها , فأقر له بها ثانيا وأعجب أحمد بذلك من شأنه)) .

20 وهذا خبر أخر من أعجب الأخبار وأغربها , وقع لعالم مغربى ممن رحلوا من المغرب الأقصى إلى المشرق , وقد رحل هذا العالم المغربى إلى المشرق ليلقى إماما من أئمته فيأخذ عنه العلم , ولكنه حين وصل إليه وجده محبوسا ممنوعا عن الناس , فتلطف وتحيل حتى لقيه فأخذ العلم عنه , بصورة لا تخطر على البال لولا وقوعها. والتاريخ أبو العجائب والغرائب.

جاء فى ((المنهج الأحمد في تراجم أصحاب الإمام أحمد)) للعليمي 1: 177 ,وفي ((اختصار النابلسي لطبقات الحنابلة لابن أبى يعلى)) ص 79 في ترجمة الإمام (بقي بن مخلد الأندلسي) : ((هو أبو عبد الرحمن بقي بن مخلد الأندلسي الحافظ , ولد سنة 201 ’ ورحل إلى بغداد على قدميه , وكان جل بعيته ملاقاة الإمام أحمد بن حنبل والأخذ عنه.

حكى عنه أنه قال: لما قربت من بغداد اتصل بي خبر المحنة التي دارت على أحمد بن حنبل , وأنه ممنوع من الاجتماع إليه والسماع منه , فاغتممت بذلك غما شديدا , فاحتللت الموضع , فلم أعرج على شيء بعد إنزال متاعي في بيت أكتريته في بعض الفنادق أن أتيت المسجد الجامع الكبير , وأنا أريد أن أجلس إلى الحلق وأسمع ما يتذكرونه.

صفحہ 26