ولم تكن سامية أقل تحمسا مني لحمدي الذي ما قصر في تدريبنا على اللعب، وتصويب أخطائنا حتى كنا، أنا وهي، نرقب يوم المباراة التي سيلعب فيها لبطولة النادي ...
في يوم المباراة ذهبنا نحن الاثنين ... وكانت سامية ترتدي ثوبا ورديا أراه لأول مرة، وتضع فوق رأسها قبعة أنيقة حليت بدبوس من الذهب على شكل مضرب الكرة ...
وجلسنا نرقب المباراة في حماسة ... ولعب حمدي لعبا يفوق حد الوصف من البراعة والإتقان حتى أحرز بمفرده انتصارات كفلت للنادي الفوز بالبطولة ونيل الكأس.
وانتهت المباراة، وهبطنا من الدرج لنحيي حمدي، ونصافحه ... وما كان أحر تهنئة سامية له حتى صنعت مثلي ... قبلته في خديه ... واقترحت ... أنا ... أن نحتفل بهذا النصر احتفالا رائعا ...
وقالت سامية: اذهب لإحضار السيارة من المكان النائي الذي أوقفناها فيه، وسأنتظر أنا في الشرفة حتى يبدل حمدي ثيابه.
وتركت سامية عند شرفة النادي، وسرت وسط جموع المتفرجين المندفعة نحو باب الخروج ...
و... و.
إنه يتوقف عن الحديث لحظة، كأنما يستعيد ما حدث إذ ذاك، أو يستجمع أطراف جأشه الثائر. - وفي الطريق إلى الباب سمعت هذا الحديث ... لم أر وجوه الذين قالوه لكنني سمعته فقط. - كان حمدي عجيبا اليوم. - لقد لعب لعبا مدهشا. - كان ضروريا أن يلعب هكذا، كانت حبوبته الجديدة تشاهده لأول مرة في مباراة ... - من هي حبوبته الجديدة؟ - ألم ترها معه قبل اليوم ... إنها كل يوم في النادي ... إنها تلك التي قبلته بعد المباراة. - آه رأيتها ... إنها رائعة ... تلك التي قبلته في خده. - نعم هي ... إن أسرتها سبور جدا كما ترى ... لقد قبلته أمام والدها. - والدها! - أجل ... هو هذا الذي كان معها ... إنه يأتي معها كثيرا إلى النادي ... إنه رجل رياضي جدا، ما زال يلعب التنس إلى اليوم.
رياضي جدا؟ والدها؟
وأحببت أن أكون رياضيا لآخر لحظة ... فذهبت وأحضرت السيارة، واستصحبت حمدي وسامية، وانطلقنا نحو فيلا سامية على شاطئ النيل.
نامعلوم صفحہ