ضاجع موراي باربرا آنذاك. لم يكن قط عنيفا أو متحررا جدا في العلاقة معها. كان لديه إحساس باليأس والمرارة. هذه هي النهاية، هكذا حدث نفسه. جملة أخرى أضافها في رأسه: «هذه نهاية الحب.» غط في النوم في الحال ثم استيقظ وضاجعها مرة أخرى. كانت مفعمة بالخنوع والاستسلام وقبلته مودعة عند الإفطار بما بدا له تعاطفا غريبا جديدا وهاجا. كانت الشمس تشرق كل يوم، وفي الصباح خاصة كانت تؤذي عينيه. كانا يشربان أكثر - ثلاثة أو أربعة كئوس الآن، بدلا من اثنين - في الأمسيات، وكان يضع المزيد من الجين في الكئوس.
جاءت فترة على موراي كان لا يستطيع في وقت ما بعد الظهيرة البقاء في المتجر مزيدا من الوقت؛ لذا كان يقود السيارة ذاهبا إلى الريف. كان يقود السيارة عبر المدن الداخلية - لوجان، وكارستيرز، ودالبي هيل. في بعض الأحيان، كان يقود السيارة بعيدا حتى يبلغ معسكر الصيد الذي كان والده يمتلكه والذي آل إليه الآن. هناك، كان يخرج من السيارة ويسير، أو كان يجلس على درجات سلم الكوخ المهمل، المصنوع من ألواح خشبية مستوية. في بعض الأحيان، كان يشعر في خضم متاعبه بنشوة غريبة. كان يسرق. كان يجري تحريره من حياته. •••
ذلك الصيف، مثلما في فصول الصيف الأخرى، كانوا يقضون أحد أيام الآحاد في التقاط حبات التوت الأسود بحذاء الطرق في الريف. كان موراي وباربرا وآدم وفليسيتي جميعا يلتقطون حبات التوت الأسود، وفي طريق العودة إلى المنزل كانوا يشترون ذرة سكرية من كشك خاص بأحد المزارعين. كانت باربرا تعد العشاء السنوي للاحتفال بظهور الذرة بصنع أول فطيرة من التوت الأسود الطازج. كان الطقس قد تغير حتى عندما كانوا يلتقطون التوت، وعندما كانوا يشترون الذرة التي كانت تضعها زوجة المزارع على مصراعي كشكها، وكانوا ينقلون كل ما لم تكن قد باعته ويضعونه في الجزء الخلفي من الشاحنة. كانوا آخر زبائنها. كانت السحب مظلمة، وكانت الرياح التي لم يكونوا قد شعروا بها شهورا تطير أفرع الأشجار وتوقع الأوراق الجافة. كانت قطرات قليلة من المطر ترتطم بالزجاج الأمامي للسيارة، وبحلول الوقت الذي بلغوا فيه والي كانوا يقودون السيارة عبر عاصفة ممطرة شديدة. كان المنزل غاية في البرودة، حتى إن موراي أشعل المدفأة، ومع أول موجة من الحرارة انتشرت رائحة من القبو عبر المنزل - رائحة الكهف تلك المنسية، رائحة الجذور، والتراب، والخرسانة المبللة.
خرج موراي في الأمطار والتقط رشاش المياه، والحوض البلاستيكي. دفع مقاعد الجلوس الموجودة على الحشائش تحت إفريز السطح.
قال لبربارا، نافضا عن رأسه قطرات المطر: «هل انتهى الصيف؟»
كان الأطفال يشاهدون أفلام كرتون من إنتاج والت ديزني، وقد أدى بخار غليان الذرة إلى تعتيم النوافذ. تناولوا بعد ذلك العشاء. كانت بربارا تغسل الصحون بينما كان موراي يضع الطفلين في الفراش. عندما أغلق الباب عليهما وخرج إلى المطبخ، وجد بربارا تجلس إلى المائدة في شبه ظلام، تحتسي القهوة. كانت ترتدي إحدى سترات الشتاء الماضي.
قال موراي: «ماذا عن فيكتور؟» أدار الأنوار. «هل تركت أي بطاطين له في الشقة؟»
قالت بربارا: «لا.» «إذن سيشعر بالبرد الليلة. لا يوجد مصدر تدفئة في المبنى.»
قالت بربارا: «ليأت ويأخذ بعض البطاطين إذا كان يشعر بالبرد.»
قال موراي: «لن يأتي ويطلب بطاطين.» «لم لا؟» «لن يأتي.»
نامعلوم صفحہ