يقول نيل: «أنت ترفضين؟»
تقول: «أنا لا أرفض أو أقبل.» بدأت تشعر أنها فقدت بعض السيطرة، بعدم السعادة مثلما كانت تشعر. «لا أعبأ بما تفعل؛ هذا شأنك.»
يقول نيل في نبرة رقيقة متكلفة: «أنا لا أرفض أو أقبل! ... لا أعبأ بما تفعل!»
هذه هي الإشارة، التي كان على أحدهما أن يعطيها. لمحة كراهية، وضاعة محضة، مثل ومضة نصل. إشارة على أن العراك سيبدأ من فوره. أخذت بريندا رشفة كبيرة، كما لو كانت تستحقها. تشعر برضاء بائس. تقف وتقول: «حان موعد ذهابي.»
يقول نيل: «ماذا لو كنت غير مستعد للذهاب بعد؟» «أتحدث عن نفسي، ليس أنت.» «أوه! هل شاحنتك بالخارج؟» «أستطيع أن أسير.» «لكن المسافة إلى شاحنتك تبلغ خمسة أميال.» «سار الناس خمسة أميال من قبل.»
يقول نيل متعجبا: «في حذاء كهذا؟!» نظر كلاهما إلى حذائها الأصفر، الذي يتوافق لونه مع الطيور المطرزة من الستان على سترتها فيروزية اللون. كانت قد اشترتهما وارتدهما من أجله!
يقول: «أنت لم ترتدي هذا الحذاء للسير به ... أنت ترتدينه حتى تظهر كل خطوة تخطينها مؤخرتك الكبيرة.» •••
تسير في الطريق المحاذي لشاطئ البحيرة، في الحصى، وهو ما جرح قدميها عبر الحذاء، وجعلها تنتبه إلى كل خطوة تخطوها؛ تحسبا أن يلتوي كاحلها. يعتبر الطقس الآن في ذلك الوقت - في فترة ما بعد الظهيرة - أبرد من أن تكتفي بارتداء سترة. تهب الرياح على البحيرة على جانبيها، وفي كل مرة تمر مركبة - خاصة الشاحنة - تدور دوامة من الرياح الجافة حولها وترتطم حبات الرمل بوجهها. تبطئ بعض الشاحنات بالطبع، وكذلك بعض السيارات أيضا، ويصيح الرجال فيها عبر النوافذ. تتوقف إحدى السيارات على نحو مباغت على الحصى أمامها. تقف جامدة، لا تستطيع أن تفكر فيما عساها أن تفعل، وبعد لحظة تتحرك السيارة بقوة ثانية ناحية الرصيف ثم تبدأ هي في السير مجددا.
هذا جيد، فهي ليست في خطر حقيقي. لا تقلق حتى أن يراها أحد يعرفها. تشعر أنها حرة أكثر من أن تعبأ بأي شيء. تفكر في المرة الأولى التي أتى نيل فيها إلى مخزن الأثاث، وفي طريقة وضعه لذراعه حول عنق شمشون، وقوله له: «ليس هذا كلب حراسة، سيدتي.» كانت تعتقد أن كلمة «سيدتي» وقحة مصطنعة، مستقاة من أحد أفلام ألفيس بريسلي القديمة. وكان ما قاله بعد ذلك أسوأ. نظرت إلى شمشون، وقالت: «هو أفضل ليلا.» وقال نيل: «وأنا أيضا.» وقح متغطرس متعال، هكذا ظنت. وهو ليس صغيرا بما يكفي حتى يمكن التغاضي عن ذلك. لم يتغير رأيها كثيرا في المرة الثانية. ما حدث هو أن كل ذلك صار شيئا لا بد من تخطيه. كان بمقدورها أن تبين له أن ليس عليه أن يتصرف على هذا النحو. كانت مهمتها أن تتلقى هداياه بجدية، بحيث يكون هو جادا أيضا، وأريحيا وممتنا. كيف كانت متأكدة مبكرا هكذا أن ما لم يعجبها فيه لم يكن حقيقيا؟
بعد أن تجاوزت الميل الثاني، أو ربما النصف الثاني من الميل الأول، لحقت بها السيارة الميركوري. تقف السيارة فوق الحصى عبر الطريق. تمضي إليها وتدخلها. لا ترى سببا في ألا تفعل ذلك. لا يعني ذلك أنها ستتحدث إليه، أو أن تكون معه مدة أطول من الدقائق القليلة التي ستستغرقها القيادة إلى طريق المستنقع والشاحنة. لا يجب أن يكون وجوده مؤثرا عليها تماما مثل حبات الرمل المتطايرة على جانبي الطريق.
نامعلوم صفحہ