Sacredness of a Muslim to Another
حرمة المسلم على المسلم
اصناف
الفانية؛ فتوسوس نفس المتكبر أنَّه صاحب الحق، وأنه أولى بأنْ يزار ويؤتى إليه. ولعل كثيرًا من الناس يدفعهم إلى قطيعة الرحم الشح والبخل، فمن الناس من إذا رزقه الله مالًا أو جاهًا تجده يتهرب من أقاربه لا كبرًا عليهم، وإنما شحًا وبخلًا أنْ يبذل عليهم.
ومن أسباب القطيعة الاشتغال بالدنيا واللهث وراء حطامها، فلا يجد المنهمك في جمع حطام الدنيا الوقت الكافي لصلة أقاربه.
وربما كان التحاسد والتنافر سببًا في كثير من الأرحام المقطوعة. ثم إنَّ الوشاية والإصغاء إليها تكون في كثير من الأحايين سببًا في قطيعة الرحم؛ لأنَّ من الناس من دأبه وديدنه إفساد ذات البين فتجده يسعى بين الأحبة لإفساد ذات بينهم.
واحذر أخي المسلم من إشاعة وإظهار العيوب فهو مما حرمه الله وحرمه رسوله ﷺ قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا﴾ [النور: ١٩] .
قال ابن رجب: «قال بعض الوزراء الصالحين لبعض من يأمر بالمعروف: اجتهد أنْ تستر العصاة، فإنَّ ظهور معاصيهم عيبٌ في أهل الإسلام، وأولى الأمور ستر العيوب» (١) فلهذا كانت إشاعة الفاحشة مقترنة بالتعيير، وهما من خصال الفجار؛ لأنَّ الفاجر لا غرض له في زوال المفاسد ولا في اجتناب المؤمن للنقائص والمعايب، إنما غرضه في مجرد إشاعة العيب في أخيه المؤمن وهتك عرضه، فهو يعيد ذلك ويبديه ومقصوده تنقص أخيه المؤمن في إظهار عيوبه ومساوئه للناس، ليدخل عليه الضرر في الدنيا (٢) .
_________
(١) جامع العلوم والحكم ٢/٢٩٢.
(٢) الفرق بين النصيحة والتعيير ١٨-١٩.
1 / 24