سعد السعود
سعد السعود
اشاعت کا سال
1363 ہجری
والى حد خراسان والى سجستان وغيرها وإذا كان التمكين والاستخلاف هيهنا ليس هو الا لهؤلاء الأربعة وأصحابهم علمنا أنهم محقون والجواب على ذلك من وجوه أحدها ان الاستخلاف هيهنا ليس هو الامارة والخلافة بل المعنى هو ابقاؤهم في اثر من مضى من القرون وجعلهم عوضا منهم وخلفاء كما قال وهو الذي جعلكم خلائف الأرض وقال عسى ربكم ان يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض وقال وربك الغنى ذو الرحمة ان يشاء يذهبكم ويستخلف من بعدكم ما يشاء وكقوله وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة أي جعل كل واحد منهما خلف صاحبه وإذا ثبت ذلك فالاستخلاف والتمكن الذي ذكره الله في الآية كانا في أيام النبي حين قمع الله أعدائه وعلا كلمته ويسر ولايته وأظهر دعوته وأكمل دينه ونعوذ بالله ان نقول لم يمكن الله دينه لنبيه في حياته حتى تلافى ذلك متلاف بعده قلت انا ومما يؤكد ما ذكره قول الله تعالى لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام ان شاء آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين لا تخافون فذكر تعالى اما ان المؤمنين والصحابة والحاضرين وزوال خوفهم وحصول ما وعدهم به ثم قال جدي الطوسي في تمام كلامه ما هذا لفظه وليس كل التمكين كثرة الفتوح والغلبة على البلدان لأن ذلك يوجب ان دين الله لم يتمكن بعد إلى يومنا هذا لعلمنا ببقاء ممالك الكفر كثيره لم يفتحها بعد المسلمون ويلزم على ذلك امامة معاوية وبني أمية لأنهم تمكنوا أكثر من تمكن أبى بكر وعمر وفتحوا بلادا لم يفتحوها ولو سلمنا ان المراد بالاستخلاف الإمامة للزم أن يكون منصوصا وليس ذلك بمذهب أكثر مخالفينا وان استدلوا بذلك على صحة إمامتهم احتاجوا ان يدلوا على ثبوت إمامتهم بغير الآية وانهم خلفاء الرسول حتى يتناولهم الآية فان قالوا المفسرين على ذلك فان مجاهد قال هم أمة محمد (ص) وعن ابن عباس وغيره قريب من ذلك وقال أهل البيت (ع) ان المراد بذلك المهدى لأنه يظهر بعد الخوف ويتمكن بعد أن كان مغلوبا وليس في ذلك اجماع المفسرين وقد استوفينا
صفحہ 172