هذا من الجهة اليمنى للقاعة، أما من الجهة اليسرى فترى مقعدين من القطيفة تعلوهما «يافطة» مكتوب عليها «صفية زغلول زعيمة الوطنية ونصيرة الحرية» تحيط بها صورتان طبيعيتان ملونتان وتحتها تمثال مهدى من كلية الأقباط إلى بيت الأمة، فصورة مصرية ملونة، فتهنئة شعرية، فصورة لسعد باشا وهو خارج من محل «هنزلمان»، فصورة أخرى تمثله وهو جالس إلى مكتبه يطالع جريدة «المنبر»، فصورة لأبطال «سيشل»، وفي هذه القاعة ساعة تدق «على كيفها»، كما كان الرئيس الجليل يقول عنها.
وتقوم إلى الجهة اليمنى من القاعة التي أتينا على وصفها آنفا حجرة صغيرة للجلوس أثثت بطقم مصنوع من خشب الموجني المكسو بالقماش الأبيض ذي الشجر الأحمر، وقد وضع في صدر هذه الحجرة كرسي كبير من الكراسي المعروفة «بالشيزلونج»، وهو الكرسي الذي تتمدد عليه أم المصريين، وله غطاء أسود وقد علقت على الجدران صورة ملونة كبيرة لسعد باشا وصور متعددة لوالد أم المصريين ووالدتها ولبعض الأقارب.
ثم تنتقل إلى الحجرة التي بجوارها وتسمى «الصالون الكبير»، وفيها صورة كبيرة للفقيد العظيم، تقابلها أحسن صورة لأم المصريين، وتليها حجرة صغيرة كانت مكتبا لسعد باشا، وفيها كانت تجري مقابلات الزعماء أيام الائتلاف والانتخابات ، وهي تحتوي على مكتب جميل صفت عليه أدوات أنيقة للكتابة أهدتها صاحبة السمو أم المحسنين إلى المغفور له الفقيد العظيم، وتحلي جدران الغرفة صور زيتية من صنع أم المصريين وأخواتها وصديقاتها، وقد كانت هذه الحجرة في الماضي خاصة بالمرحوم سعيد بك زغلول ابن أخت سعد باشا.
وإلى اليمين أيضا قاعة الطعام، وقد كان الرئيس الجليل يجلس دائما في صدر المائدة وهو مكان لم يتحول عنه سعد منذ اليوم الذي تم فيه بناء بيت الأمة مهما علا مقام المدعوين، ومما تحسن الإشارة إليه هنا أن جميع خدم البيت يلبسون أحذية سوداء مع قفاطينهم البيضاء.
ويلي ذلك حجرة «الأوفيس» ثم صالة مستطيلة تنتهي بسلم يتفرع إلى فرعين: أحدهما يؤدي إلى «البدرون»، والآخر إلى الدور العلوي، ويوجد في نهاية هذه الحجرة «أسانسير» يوصل إلى الدول العلوي وقد كتب عليه «سعد زغلول». (2) الدور العلوي
تصعد إليه من القاعة الكبرى بالسلم الكبير المصنوع من الرخام وقد غطي بالسجاد، وعدد درجاته 33 درجة، فيقابلك ممر إلى يمينه حجرة «تواليت» أم المصريين، وهي تحولها في الشتاء إلى حجرة لجلوسها، وفي هذه الحجرة توجد الملابس الصيفية للفقيد العظيم سعد باشا مع بعض ملابس أم المصريين، وفيها أيضا طاولة «تواليت» كاملة و«شيزلونج»، ثم تليها حجرة نوم فيها سريران، أحدهما لأم المصريين والآخر لسعد باشا، وأجزاخانة صغيرة، وفي هذه الغرفة توفي سعد باشا وما زالت أم المصريين تنام فيها إلى اليوم، وتليها حجرة تواليت سعد باشا وقد تحولت إلى حجرة نوم لمدموازيل فريدا، وفيها دولاب يحتوي على أحذية سعد باشا، وآخر يحتوي على بذله الرسمية وعلى قفطانه الأحمر، وهو تذكاره الوحيد من عهد الجبة والقفطان ...
وجميع الأبواب توصل إلى قاعة كبيرة مفروشة بالأبسطة الحمراء، وفي وسطها مكتب لسعد باشا عليه دواتان حمراوان اقتناهما قبل الحرب العظمى، وكان من عادة الفقيد العظيم أن يضع دائما على مكتبه قلما أحمرا كبيرا، وقد زينت جدران هذه القاعة بصور كثيرين من أفراد الأسرة المالكة المصرية.
وإلى يمين الممر صالة صغيرة مملوءة بالصور، وفيها مدخل «الأسانسير» (المصعد ).
وإلى اليمين أيضا اقتراح لسعد باشا بالأسماء التي يجب أن يسمى بها النيل بعد الاستقلال، ثم طائفة من الصور منها صورة سعد باشا بين أهالي دائرته (السيدة زينب) وكذلك تذكار من مدرسة عابدين الابتدائية وتعزية مصلحة المجاري في سعد باشا، ثم دولابان كبيران هما أجزاخانة أم المصريين.
وتنتهي القاعة المتقدمة بباب يوصل إلى حجرة جلوس سعد باشا وأم المصريين، وكانت هذه الحجرة مخصصة قبلا للضيوف وكانت حرم أمين بك يوسف تقيم فيها عند حضورها إلى العاصمة قبل انتقالها إليها، وهي تحتوي على كثير من الصور. وفي هذه الحجرة راجع سعد باشا قضية الأستاذين ماهر والنقراشي، وفيها بحث سعد باشا أيضا مع عدلي باشا وثروت باشا في أزمة الجيش وأزمة استقالة الوزارة العدلية الثانية سنة 1927، وفيها كرسي صغير كان الفقيد العظيم يحبه حبا جما ويجلس عليه كثيرا.
نامعلوم صفحہ