کتابوں کے درمیان گھنٹے
ساعات بين الكتب
اصناف
فيم يشترك هذان الكتابان على ما بينهما من البعد في الجنس واللغة العبقرية والزمان! يشتركان في حكاية الغيرة العمياء التي تقوم على أوهن الأسباب، وأسخف القرائن، فتودي بحياة طيبة أو تقضي على سعادة راضية. يشتركان في هذا السم الذي تكفي قطرة منه لتكدير «أوقيانوس» من الهناءة والثقة والراحة والصفاء، يشتركان في تمثيل ضعف هذا الإنسان الذي تعصف بسعادته في الحياة همسة شاردة، أو شية باطلة، والذي ترتبط سعادته كلها بسبب ما أهونه! وما أقرب امتحانه بالنكث والانحلال!
عطيل قتل صاحبته ولم يرحم شبابها وجمالها، ولا أصغى إلى ضراعتها وابتهالها، لم؟ أكان يبغضها؟ أكان في نفسه شبع من متعتها ونعيمها وبرد ظلالها وطراوة عطفها؟ كلا! بل لقد كان يهم بقتلها وإنه لأشغف ما يكون بها، وأشوق ما يكون إلى قربها، وكان يصر على إهلاكها وإن رحمته بها لتأبى عليه أن يرسل نفسها إلى السماء خاطئة، أو يصعدها إلى ربها منقوصة الغفران، فيقف عندها في صلابة الصخر، ورقة الماء يقول لها: هل صليت الليلة يا ديدمونة؟
فتقول: نعم يا سيدي.
فيقول: إذا كنت تتذكرين لك ذنبا يبقي بينك وبين رحمة الله فرجة فاستغفري حالا.
ثم يظهر لها نية القتل فتسأله في لهفة. أتذكر القتل؟ فيجيب: إياه أذكر، فتهتف خائفة؟ إذن لترحمني السماء! فيقول وقلبه يقطر دما: آمين، بكل جوارحي.
ثم يعلنها بالشبهة ويدور بينهما هذا الحوار.
عطيل :
احذري يا حبيبتي! احذري من الحنث وأنت على سرير الموت.
ديدمونة :
نعم ولكن لا. لا أموت الآن.
نامعلوم صفحہ