خوشی اور خوشیاں دینے میں انسانی زندگی کا سفر
السعادة والاسعاد في السيرة الانسانية
اشاعت کا سال
1957 / 1958
اصناف
إبانة شرف العدل وعلو الإنتفاع به وخساسة الجور وعظم المضرة به على طريقة الجدل
قال أفلاطن في كتاب السياسة قال من مدح الجور العدل ضار بالعادل وإنما ينفع غيره وأما الجور فنافع للجائر ولذلك ما يميل الكل إليه بالطبع قال وإن العدل لم يوضع بسبب أنه خير بذاته لكن بسبب أنه خير ضعف من لحقه الجور قال وأكثر من يمدح العدل إنما يمدحه خديعة وسخرية قال وقال من مدح العدل العدل هو أمان للإنسان في الدنيا والآخرة وهو المنعش للأمل والمقوي للرجاء والثقة عند الشدائد قال وهو النافع لأنه به تدوم كل شركة ومعاملة وأكثر ما يميل إليه الإنسان بطبعه ضار وأما النافع ما مال إليه بعقله ولذلك قيل خالف هواك تسلم قال وقال المادح للجور العدل هو الأمر النافع لمن هو أقهر والعادل هو الذي يلتزم سنة من هو أقهر وذلك أن كل قاهر فلا بد من أن يضع لنفسه ما هو أنفع له والجور هو تعدي تلك السنة ومخالفتها ولذلك يلحق الجائرين العذاب قال والمحتج للعدل أرأيت أن وضع ما يظن أنه نافع وليس ينافع أ يلزم الأضعف أن يطيع السنة فإن لزم فليس حد العدل أنه النافع لمن هو أقهر قال ونقول أيضا إن كان العدل صناعة فإنه يلزم أن يطلب ما هو أنفع لمن هو أذل وأضعف لا ما هو أنفع لمن هو أقهر وذلك أن موضوع كل صناعة إنما هو لمنفعة المصنوع لا لمنفعة الصانع فإن الطب لم يوضع لمنفعة الطبيب لكن لمنفعة العليل والرعي لم يوضع لمنفعة الراعي لكن من أجل المرعي وكذلك هذا في الرياضة وفي كل صناعة فإن قال قائل بأن الراعي إنما يرعى بسبب الأجرة قيل أخذ الأجرة لم يقع للراعي نحو صناعته لكن من صناعة أخرى قال وأيضا فإنه إن كان هذا السائس إنما يسوس بسبب ما يأخذه من الأجرة فإنه كالأجير فيما يعمله وإكراء الإنسان نفسه خسة ونذالة قال وإن الفاضل لا يتولى الرياسة لسبب مال أو كرامة لكن للضرورة ولذلك قيل بأن المدينة الفاضلة بشرف ارتفع فيها فقال بسبب امتناع أهلها من التقبل بالرياسة فقال المادح للجور وإنما أمدح من الجور جور الجائر الكامل في جوره وذلك هو المتغلب فإن المتغلب على الكل يأمن العقوبة و المذمة قال فإن قيل بأنه لم يكن المظلومين أن ينالوه بالعقوبة ويجبهونه بالمذمة فإن أحوالهم معه أن يشنأوه ويبغضوه وينكبوه فيما بينهم وينتقصوه قال وأيضا فإنه إن لم يلحقه وبال جوره في الدنيا فسيلحقه في الآخرة فإنا نقول في جواب ذلك إن الجائر الكامل هو الذي يمكنه أن يأتي على الجور على صورة العدل حتى لا يشعر به أحد وذلك لأنه يتزيا بزي أهل الفضيلة ويجيء من خلفه مكر يغلب والصانع الكامل هو الذي يشعر بما يكون ممكنا في صناعته وبما لا يكون ممكنا فيروم الممكنو يحيد عما لا يمكن وأيضا فإنه إن أخطأ يكمنه أن يتلافى خطأه وأن يصلحه وأيضا فإنه قد يمكنه أن يستعين على تزيين أمره لقوم يشتمل بهم من المتشبهين بالبالغين حتى يمدحوه ويبرؤوه مما رمي به وأما أمر الآخرة فإنه يصلحه بالقرابين وبالصدقات في حياته وبالوصايا من بعد موته قال والجائر إذا كان على هذه الحال فإنه يتعجل المنفعة واللذة وحسن العيش في الدنيا والآخرة قال وأما العادل الكامل فإنه لا يحب أن يظن أنه عادل فسيظن به أنه جائر وإذا كان على هذا فاته حظ العاجل من حسن الحال ورغد العيش ولحقته المذمة من قبل أنه يظن به أنه جائر وربما نالته العقوبة قال والجائر إن تابع الناس لم يطمعوا فيه وإن إراد مواصلتهم رغبوا فيه فهو يتزوج بمن شاء ويزوج بناته وبنيه فيمن شاء قال وأما والعادل فإنه أن تابع الناس ذهبت حقوقه وإن أراد أحد ظلمه يتيسر ذلك عليه لأنه لا يحب الخصومة والإنتصاف وإن أراد المواصلة لم يرغب فيه فهو لا يجد الرضا من الزوجات لنفسه ولبنيه ولا من الأزواج لبناته وإن تولى عملا من الأعمال أبغضه أقرباؤه وأصحابه وأهل عمله وذلك لأنه لا يرفق أقرباءه ولا ينفع أصحابه ويمنع أهل عمله من الظلم فتخشن قلوبهم عليه قال وإن الجائر في كل هذه المعاني على ضد هذه الحال قال وكذلك نقول بأن العدل سلامة ناحية وحسن خلق وبأن الجور جودة قضية وقوة رأي قال المتج للعدل إخبرني عن الجائر الكامل أ يمنع نفس السارق من أن يسرق والمكابر على أموال الناس أن يكابر والزاني من أن يزني قال وكيف لا قال يلزم من هذا أن يكون ضعيف الرأي ذميم الفطنة فإن العالم بكل صنعة لا يمنع مما يوجبه صناعته قال وأخبرني عن الجائر الكامل هل يمكنه أن يستديم جوره بغير العدل قال وكيف لا قال من قبل أنه إذا جار احتاج إلى معاونين له وأنصار وإن لم يعطهم ما يريدون لم يثبتوا معه ولم يعينوه والسبب في ذلك أن الجور يورث التياثا وشقاءا ونقضا وقتالا وأما العدل فإنه يكسب أهله ألفة ومحبة وسلاما وسلما قال وأما قول من يقول بأن الجائر يمكنه أن يلبس أمره ويستر جوره فإنه قول لا حاصل له وظن لا قوام له وذلك أنه ليس يجوز أن يذهب على أحد ما يلحقه في نفسه أو ولده وأو أهله أو إخوانه أو جيرانه وما كان بعيدا عن الإنسان فإنه لن يخفى إذا كثر وإن ذهب على الناس فلن يذهب على الله وعلى أوليائه وأما ما يتقرب به فإنه يجب أن يكون من أطيب ما له وما يرضاه الله فإن الله لا يرضى بالخبيث الذي هو وحش وقذر ولا بالذي هو متسخط فيه على أخذه قال وبعد فأي صدقة وقربان مما لا يملكه المتقرب به ولكنه يكون لغيره
إبانة صفة الجور وخسته بصفة حال الجائر
قال أفلاطن الجائر شقي ومرجوم وفقير ومهين وجاهل أحمق وإن ظن به أنه سعيد ومغبوط وغني عزيز وكيس بصير وذلك لأن السرور داهية عليه وجميع الخيرات مثل المنافع والأموال والصحة والجمال والقوة والملاحة ولطف الحواس وذكاء الطبع غير نافعة له بل ضارة من قبل أنها الآلات والأسباب للفسق والشره وللتخليط والسرف على نفسه وبدنه ولفساد دنياه وآخرته ولذلك يكون عيشه عيش أسقام وآلام وإن ظن به أنه صحيح وعاقل فإنه لا يكون على ما يظن به والشره يولد الداء في البدن ويورث الغباوة ويؤدي إلى النسيان والحماقة وكثيرا ما يؤدي إلى الأمراض والمزمنة وربما بادر بالإنسان إلى الموت وأيضا فإنه لا يصفو له عيشه لما يلحقه من خوف العاجل ولما يتردد في نفسه من خوف الآجل لأنه لا يأمن من أساء إليهم وحق له أن لا يأمنهم ولا ينبغي له أن يأمن من أحسن إليهم لأنه إنما يحسن إلى من يعاونه على الشر وليس يعاونه على الشر إلا الشرير الخبيث وأمثال هؤلاء يتغنمون الوثوب عليه متى قدروا على ذلك قال وهو وإن لم يؤمن بأمر الآخرة فلا بد من أن يلحقه الخوف منه لما يجري على سمعه من أهواله ولما يخطر على فلبه من ذكره ولا سيما إن مرض أو كبر قال وأما فقير فلانه لا يستغني بما يملك ويفتقر أبدا إلى ما لا يملك قال وهو من أدل هذا يتقطع بالحسرات إذ كانت شهواته لا تقف وليس ينال كل ما يشتهي قال وأما مهين فلانه بسبب شرهه يحتاج أن يتعبد لمن كان عساه لا يرضى بأن يكون عبدا له وأيضا فمن أجل أنه لا كرامة له لأن الكرامة إنما تكون بسبب الفضيلة وليست له فضيلة وإن أكرم فإنما يكرم للمخافة وأما أحمق فلما قلنا ولشيء آخر وهو أنه يأخذ بالعنف والقهر والضرب والشتم ما ليس له ثم يدفعه إلى من لا يستحقه لينجو به من عذاب الله ولو أنه رده على من يستحقه لعساه ينجو من عذاب الله لأنه قطع عند الأخذ أكبادهم وتناول بالضرب أبشارهم وانتهك أعراضهم وأقول في الجملة بأن الحياة شر للجائر من الموت وإن الموت خير له من الحياة وقال أفلاطن الجائر لشرهه مخرب لنفسه ولبدنه ولبنيه ولسائر النفوس والأبدان والبيوت
إبانة فضيلة العدل بصفة حال العادل
قال أفلاطن قال المادح للعدل العادل هو السعيد والمغبوط في الدنيا وهو الفائز برضوان الله في الآخرة فإنه قد اقتنى لنفسه الخيرات الشريفة باقتنائه الفضائل وأزال عن نفسه الشرور الضارة بانسلاخه من الرذائل قال وذلك لأنه ليس يمكن الشره ولا الجبان و لا الجاهل أن يكون عدلا فلا بد من أن يكون العادل عفيفا نجدا حكيما قال وإنه لا بد من أن يشتهر أمره إذا دام عليه وإذا اشتهر أمره فزع الناس إلى رياسته وولايته فعقدوا له الولاية على أنفسهم طوعا ورأسوه فسينتظم له أمره في خيرات العاجل فيتمكن ما شاء ويتزوج ممن شاء ويزوج بناته وبنيه ممن شاء وإن وقع في بلية مرض أو فقر أو بلية أو محنة فسيؤول أمره إلى ما يغبط به لأن الله تعالى هو المتولي لأمره ولأمر جميع من يكون في مرضاته وكيف يجوز أن يخذله وهو مفتقر إلى الله في فعله ومطيع له في أمره
ذكر أشياء جاءت في العدل عن النبي صلى الله عليه وأصحابه
روي عن عمر بن الخطاب أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه أفضل عباد الله عند الله منزلة إمام عادل رفيق وشر عباد الله عند الله منزلة إمام جائر أخرق وعن عمر قال رسول الله صلى الله عليه المقسطون على منابر من نور يوم القيامة وقال الأوزاعي روي عن رسول الله صلى الله عليه في تفسير قول الله تعالى يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فلا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله قال يقول إياك أن تريد في نفسك إذا تقدم الخصمان إليك أن يكون الحق لأحبهما إليك وكان عمر بن الخطاب يقول إلاهي إن كنت تعلم إذا جلس الخصمان بين يدي أني أبالي على من مال الحق فلا تمهلني طرفة عين و روى الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن زادان دهقان السالحين قال كانت لي أرض إلى جنب أرض سعد فأضر بي وكيله فجئته وشكوت وكيله إليه فزبرني وصاح علي فخرجت إلى المدينة إلى عمر بن الخطاب متظلما فلما وردت المدينة جئت بابه فإذا بغلام فقال لي أ ملي أم ذمي قلت ذمي قال ما تريد قلت أمير المؤمنين فقال ادخل فدخلت فإذا بشيخ جالس على كساء قطواني وعليه جبة صوف عليها رقاع بعضها أرم فلما رآني قال ما تريد فقصصت عليه قصتي فأخذ صحيفه وكتب بسم الله الرحمن الرحيم من عمر أمير المؤمنين إلى سعد بن ملك سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو أما بعد فقد جاءني زاذان وذكر لي قصته فإذا جاءك كتابي ونظرت فيه فقم قائما حتى تنصفه من نفسك وإلا فأقبل إلي راجلا فلما وضعت الكتاب في يده وقعت عليه الأفكل ولما قرأه قام قائما وقال أرضي لك قلت لا حاجة لي في أرضك ولكني أريد أن تنصفني من نفسك قال فما جلس حتى أنصفني وأرضاني وروي أن عمر بن الخطاب قام خطيبا في الناس فقال إني إنما ووليت عليكم من وليت ليحجزوا فيما بينكم وليقسموا فيكم لا ليتناولوا أبشاركم أو ينتهكوا أعراضكم فمن كان له قبل أحد من عمالي مظلمة فليقم فإني منصفه فقال عمرو بن العاص إنك يا أمير المؤمنين إن فتحت هذا الباب على عمالك كثر الشغل عليك فقال دعنا من ذى فوالله لأسوين بين الناس وكيف لا أفعل وقد أقص رسول الله صلى الله عليه من نفسه وروي في سبب ما كان من النبي صلى الله عليه حتى أقص من نفسه وجوه أحدها أن رجلا تعلق بزمام ناقته وكان يعجل إلى البيت للصلاة والطواف فقال له خل عن زمام الناقة فإنك ستدرك ما تريد إذا صليت فلم يفعل فضربه بمخصرته فلما صلى قال للرجل قم فاقتص أو اعف فقال الرجل قد عفوت وقال رسول الله صلى الله عليه من حكم بين اثنين ولم يسو بينهما فعليه لعنة الله وقال رسول الله صلى الله عليه من مشى مع ظالم وهو يعلم أنه ظالم فقد خرج من الإسلام وقالت عائشة إن امرأة من بني مخزوم سرقت فأمر النبي عليه السلام بقطعها فسألت بنو مخزوم أسامة أن يسأل رسول الله صلى الله عليه فيها لئلا يقطع فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه فقال رسول الله عليه السلام والله لو كانت فاطمة بنت محمد لقطعتها إنما هلك بنو إسرائيل بإقامتهم العدل على الضعيف وتجاوزهم على الشريف وروي أن المنصور دعا الأوزاعي فلما جاءه قال له ما أردت يا أمير المؤمنين في استحضاري فقال الأخذ عنك فقال انظر أن لا تجهل ما تسمع قال وكيف أجهل إذا سمعت فقال بأن لا تعمل به فإني سمعت مكحولا يقول حدثني بشر بن عطية قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أيما عبد جاءته موعظة من الله في دينه فإنها نعمة من الله ساقها إليه إن عمل بها وإن لم يعمل كانت حجة من الله عليه ليزداد إثما فيزداد الله عليه سخطا ثم قال لا تكره الحق يا أمير المؤمنين وإن كان عليك واعلم بأن من كره الحق فقد كره الله فإن الله هو الحق ثم قال وروي بأن الله تعالى أوحى إلى داود يا داود إني ما بعثت نبيا إلا جعلته من قبل داعيا ليعلموا الرعاية ويرفقوا في السياسة فيجبروا الكسير وينتظروا الهزيل وقال رسول الله صلى الله عليه اتقوا دعوة المظلوم فإنها تسري إلى الظالم بالليل وقال حذيفة قال رسول الله صلى الله عليه إنه سيكونون عليكم أمراء يظلمون ويكذبون فمن أعانهم على ظلمهم و صدقهم بكذبهم فليس مني ولست منه وقال ابن المسيب لا تملؤوا أعينكم من أئمة الجور وأعوانكم إلا بإنكار من قلوبكم عليهم لئلا تحبط أعمالكم وقال علي للأشتر إياك والظلم فإن الظالم رهين هلاك في الدنيا والآخرة
من كيفية السياسة الحيلة في اجترار الناس إلى الألفة
قال أفلاطن الواجب على الملك أن يصرف عنايته إلى إيقاع الألفة والموافقة فيما بين أهل المدينة فإن كل مدينة لا محبة بين أهلها ولا وفاق فإنه لا نور فيها ولا نظام ولا ثبات لها ولا قوام قال وللألفة أسباب وللفرقة أسباب فأقوى أسباب الألفة المعاشرة ومن المعاشرة الإجتماع على الطعام وعلى المنادمة والسبب الثاني المناكحة والرغبة في طلب النسل والأولاد والسبب الثالث البر والملاطفة قال وأسباب الفرقة الإختلاف في المذاهب والمجادلة والمكاثرة بالمال والمفاخرة والعصبية من جهة تفضيل المحال والرحال قال والأصل في الألفة رفع اليمين وإيقاع المشاركة وذلك أن البلاء والفساد إنما يقع من الإختصاص والإنفراد بالطوبى والغبطة فالواجب أن يضع في نفس كل واحد من أهل المدينة أنه ليس لأحد أن يقصر عنايته أو ماله على أهله وولده بل الواجب أن يكون ما في يد كل واحد للآخر متى احتاج إليه في نفسه وأهله أو ولده أهلا للآخر ووالدا له حتى يجبر خلتهم وفاقتهم ويقوم بأودهم ويهتم بشأنهم وينبغي أن يمنع أشد المنع من أن يقول قائل هذا لي وهذا لك قال وقد يجب لما قلنا أن يشترك أهل المدينة في الأمور الإضطرارية وفي الأمور النافعة حتى يصيروا كبدن واحد فإن تألم الواحد منه تألم الآخر وعلى مثال الأعضاء والبدن فإن الإصبع الواحدة إن تألمت تألم لها جملة البدن والحسد داء عظيم فيجب أن يحتال في رفعه قال وليس يمكن أن يكون موازرة ونصرة عند المحاربة من غير أن يكونوا أصدقاء ومحبين بعضهم لبعض وليس يمكن أن يكونوا أصدقاء من غير أن يكونوا عدولا قال و الحيلة ومنع وقوع الإختلاف في المذاهب أن لا يترك الناس بأن يزولوا عن ظاعر السنة بنوع من التأويل وأن يجعل على من تأول تأويلا مستكرها نوعا من العقوبة فإن لم يرتدع نفاه من البلد من قبل أن يفسد غيره وإن لم ير نفيه حبسه قال وإن السنة إذا قوي أمرها في النفوس انقطعت الإطماع عنها وعن تغييرها ومخالفتها أو تركها قال وإن السنة إذا قويت قهرت الشهوة أ لا ترى أن الإنسان ليس يتوق إلى جماع والديه وإلى جماع ابنته أو أخته لتحريم السنة ذلك وإن كن في غاية الحسن ونهاية الملاحة وقال أفلاطن بالأدب يحصل للإنسان خير نفسه ويأمن شره وبالإلف يحصل له خير عمله ويأمن شره قال حب الثروة يحمل على طلب المال من غير وجوهه مثل الخيانة والجحود والمكابرة والغصب والسرقة وغيرها ويحمل أيضا على منعه من وجهه وأحسن أحوال المحب للثروة أن يصير تاجرا أو محترفا أو حراثا وأن الذي يحب الثروة لا يمتعض من القبيح ومن الذميم إذا حصل له الربح ولذلك نقول بأن الفاضل لا يجوز أن يكون غنيا وإن الغني خسيس وشرير وذلك من قبل أن الغني لا تكون له خيرات البدن ولا خيرات النفس لإفنائه زمانه وصرفه همته في جمع المال قال والمنافسة تولد المعاندة والملاحة والملاحة والماعندة يولدان التباغض والتباين وذلك يؤدي غلى التجاذب والتغالب ويؤدي ذلك إلى البوار والهلاك
نامعلوم صفحہ