59

سعادة مفرطة

سعادة مفرطة

اصناف

حين كنت أجلس، كان أكثر أعضاء جسدي عورة متواريا عن النظر. ولو كان ثدياي صغيرين ومتناسقين مثل ثديي نينا، بدلا من أن يكونا ممتلئين وكبيري الحلمتين وغليظين، كان يمكن أن أكون في غاية الارتياح تقريبا. حاولت أن أنظر إليه بينما أتحدث، لكن كنت أعاني رغما عن إرادتي من دفقات من حمرة الخجل. أعتقد، أنه حين حدث هذا لي، تغير صوته قليلا؛ إذ أصبح ناعما وراضيا ومهذبا، كما لو أنه قام بحركة ناجحة في لعبة ما. لكنه استمر في الحديث برشاقة ومتعة، يحكي لي عن رحلته إلى اليونان. دلفي، الأكروبوليس، الضوء الشهير الذي تعتقد أنه لا يمكن أن يكون حقيقيا ولكنك تجده حقيقيا، والهيكل العظمي لبيلوبونيز. - «ومن ثم إلى كريت؛ هل تعرفين الحضارة المينوية؟» - «نعم.» - «بالطبع تعرفين، بالطبع. وهل تعرفين كيف كانت ترتدي السيدات المينويات؟» - «نعم.»

نظرت إلى وجهه هذه المرة، إلى عينيه، كنت مصممة على ألا أرتبك، حتى حين شعرت بالحرارة في حلقي.

قال بشيء من الحزن: «جميلة جدا، تلك الأزياء. جميلة جدا. غريبة هي الأشياء المختلفة المختبئة في العصور المختلفة. والأشياء التي تعرضها.»

كانت التحلية كاسترد فانيليا والكريمة المخفوقة مع قطع من الكعك بالتوت البري. أكل بضع لقيمات منه فحسب. ولكن بعد أن أخفقت في أن أهدأ بالقدر الذي يجعلني أستمتع بالطبق الأول، صممت على ألا أفوت أي شيء غني وحلو، وأن أركز شهيتي وتركيزي على كل ملعقة.

سكب القهوة في فناجين صغيرة، وقال إننا سوف نشربها في المكتبة.

صدر عن مؤخرتي صوت يشبه الصفعة، حين كنت أحرر نفسي من التنجيد الأملس لكرسي غرفة العشاء. لكن تقريبا غطى عليه خشخشة فناجين القهوة على الصينية في قبضته المرتعشة الطاعنة في السن.

كنت أقرأ عن مكتبات البيوت في الكتب فحسب. كان مدخل هذه المكتبة عبر لوحة معلقة على حائط غرفة العشاء. تتأرجح اللوحة لتفتح دون صوت من لمسة بقدمه المرفوعة. اعتذر عن أنه سبقني، بما أنه اضطر إلى هذا لأنه يحمل القهوة. كان هذا مريحا بالنسبة لي. كنت أعتقد أن المؤخرة - ليست مؤخرتي فقط، بل مؤخرات الجميع - هي أكثر جزء بهيمي في الجسد.

حين جلست على المقعد الذي أشار إليه، ناولني قهوتي. لم يكن مريحا الجلوس هنا، في الخلاء، كما كان إلى مائدة غرفة العشاء. كان كرسي مائدة العشاء مغطى بحرير مقلم ناعم، لكن هذا الكرسي كان منجدا بقماش رقيق داكن، يخزني. بدأت أشعر بتهيج حميمي.

كان النور في هذه الغرفة أسطع مما كان في غرفة الطعام، وأثارت الكتب المصطفة على الحوائط انطباعا مزعجا ومؤنبا أكثر من مشهد غرفة الطعام بصورها ذات المشاهد الطبيعية واللوحات الماصة للإضاءة.

للحظة، بينما كنا ننتقل من غرفة إلى أخرى، خطرت لي فكرة قصة - قصة سمعت بها لكن قليلا من الناس هم من حالفهم حظ قراءتها - يتضح فيها أن الغرفة المشار إليها على أنها مكتبة هي غرفة نوم، بإضاءة ناعمة ووسائد وثيرة وكل أنواع الأغطية الناعمة. لم يكن لدي الوقت لأعرف ماذا كان يمكن أن أفعل في ظل هذه الظروف؛ لأن الغرفة التي كنا بها لم تكن إلا مكتبة ببساطة. مصابيح القراءة، الكتب على الرفوف، الرائحة المنعشة للقهوة. يسحب السيد بورفيس كتابا، يتصفح صفحاته، يجد ما يريد. - «سيكون لطفا منك أن تقرئي لي. عيناي تكونان مرهقتين في المساء. هل تعرفين هذا الكتاب؟» «غلام شروبشير.»

نامعلوم صفحہ