قالت السيدة وينر - وهي تتنهد: «بدون حذاء.» بدا وكأن القميص التحتاني رث جدا؛ حتى إنها لم تحتج إلى الإشارة إليه، لكن بعد أن خلعت حذائي مرة ثانية قالت: «عارية، هل تعرفين معنى الكلمة؟ عارية.»
سحبت القميص التحتاني إلى الأعلى وخلعته من فوق رأسي، وناولتني زجاجة سائل وقالت: «امسحي جسدك بهذا.»
يشبه رائحة نينا. مسحت أجزاء من ذراعي وكتفي، والأجزاء التي استطعت لمسها، بينما تقف السيدة وينر أمامي تنظر، ثم ذهبنا إلى القاعة، تفادت عيناي المرايا، وفتحت بابا آخر ودخلت إلى الغرفة التالية وحدي.
لم يخطر قط ببالي أن السيد بورفيس يمكن أن يكون منتظرا عاريا مثلي، ولم يكن كذلك. كان يرتدي سترة زرقاء غامقة وقميصا أبيض وربطة عنق عريضة العقدة (لم أكن أعرف أنها تسمى كذلك)، وسروالا رماديا. لم يكن أطول مني، وكان رفيعا وكبير السن، أصلع تقريبا، وتظهر التجاعيد على جبينه حين يبتسم.
لم يخطر ببالي أيضا أن العري يمكن أن يكون توطئة لاغتصاب أو أي طقس سوى تناول الطعام. (وحقا لم يكن هناك شيء كهذا، كما يبدو من روائح المشهيات والأطباق المغطاة الفضية على البوفيه). لماذا لم أفكر في هذا؟ لماذا لم أكن أكثر وعيا؟ بسبب تصوري عن الرجال كبار السن. اعتقدت أنهم ليسوا فقط عاجزين ومنهكين، بل أصبحوا أيضا وقورين - أو مكتئبين - بفعل التجارب والخبرات المتنوعة التي عاشوها وتدهورهم الجسدي كذلك، حتى لم يعد في داخلهم أي اهتمام بهذا. لم أكن غبية بالقدر الذي يجعلني أعتقد أن عريي لا يعني نوعا ما من الاستغلال الجنسي لجسدي، لكني اعتبرته جرأة أكثر منه تمهيدا لمزيد من الانتهاك، وكان قبولي لهذا سببه الكبرياء، كما قلت، وطيش مهزوز أكثر منه لأي سبب آخر.
لعلي أردت أن أقول: ها أنا ذا، في جلد جسدي الذي لا يخجلني أكثر من عري أسناني. بالطبع لم يكن هذا صحيحا، وفي الحقيقة بدأت أتعرق، على الرغم من أن ذلك لم يكن بسبب خشيتي من أن أتعرض لانتهاك ما.
صافحني السيد بورفيس، دون أي إشارة تدل على أنه يعي أني دون ملابس. قال إنه سعيد أن يقابل صديقة نينا. بالضبط كأني شخص ما أحضرته نينا إلى البيت من المدرسة.
وهو ما كان صحيحا على نحو ما.
قال إني أمثل إلهاما لنينا.
قال: «هي معجبة بك جدا. لا بد أنك جائعة الآن. فلنر ماذا جهزوا لنا؟»
نامعلوم صفحہ