چاند کے سامنے لڑکا

مجاہد ابو فضل d. 1450 AH
39

چاند کے سامنے لڑکا

الصبي في وجه القمر: رحلة استكشاف أب لحياة ابنه المعاق

اصناف

هي تحبه، لا شك في ذلك؛ فهي - اسمها سيسي - تحبه كأي شيء في الطبيعة، مثل نبات الياسمين البري الخاص بها أو ورودها أو النهر في سفح حديقتها، كما لو أنه يجري في عروقها مثل راسب طبيعي سميك. إنها البنت الريفية التي توجد بداخلها، العامل الكادح الذي يتعامل مع الطبيعة كما هي. ولكن البنت الريفية هذه - السمينة والقوية والشجاعة وحتى الشرسة - يزعجها احتياجاته العلمية؛ أنابيبه وجرعات دوائه، وتخشى أن تؤذيه أكثر. وفي اليوم الذي أخبرتها فيه بدرجة الإعاقة التي سيكون عليها - وكان هذا بعد رحلتنا إلى مستشفى الأطفال في فيلادلفيا، بعدما علمنا أن قدرته على القراءة وعلى أمور أخرى كثيرة لن تتجاوز قدرات طفل بلغ من العمر سنتين أو ثلاثا - كانت تجلس على أريكة صغيرة في حجرة التليفزيون في بيتها الرائع، ونظرت إلي ويداها في حجرها، دون أن تبدي أي رد فعل، ثم تقدمت إلى طرف الأريكة، وقالت: «حسنا، ما علينا حينها إلا أن نحبه كما هو.»

لم تر في ووكر هبة مثلما رأت في حين كنت أشب عن الطوق: فلربما جعلها ووكر أكثر رفقا (وإذا كان الأمر كذلك، فهو ولد معجزة)، لم يكن هذا ردا بالمعنى الحرفي - «ما علينا حينها إلا أن نحبه كما هو.» - ولكنه الرد الوحيد المتاح دائما، في الانتظار. وتتمتع أمي بموهبة إصابة كبد الحقيقة.

من ناحية أخرى، يعد والدي صديق حفيده، ويجلسان كلاهما يمسك بيد الآخر. وإذا تذمر ووكر، سيسمع عبارة سريعة وبحرية «توقف، الآن!» وكأن والدي الذي عمل رائدا بحريا لسنوات في سلاح البحرية الملكي يعود إلى الخدمة. وغالبا ما ينجح هذا، ويشعر الجد والحفيد بالسعادة للانتظار معا، وربما ينتظران الشيء نفسه؛ ولكن ما هذا الشيء؟ هذا ما قد يجول ببالك حين تراهما. هذا الرجل الذي أصبح أنا وأنا الذي أصبحت ووكر. ذلك التعثر، وذلك التردد، وتلك الحيرة؛ للرجل العجوز، وللولد، ولي.

ليس والدي رجلا عاطفيا؛ إذ أرسل إلى مدرسة داخلية عام 1918 وهو في سن الرابعة، ومات أخوه العزيز هارولد، على متن سفينة في معركة عسكرية ما. وترك أخ آخر البيت، ولم يسمع عنه مرة أخرى، ولم تأت سيرة أي منهما بعد ذلك. ولكن ووكر يحسن من طباعه، وكلما كبر والدي في العمر، يتضح هذا أكثر؛ فهو يرى الطفل المحطم، ويبدأ في إدراك أن القوة ليست مهمة كما كان يعتقد.

والآن أستعد لأن أضع حفيده في دار لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة. ***

منتصف شهر أبريل عام 2004

اجتماع آخر في مركز سري بليس، وهو عبارة عن مؤسسة في تورونتو متخصصة في علاج التوحد، حيث تشرف على حالة ووكر معالجة سلوكية.

هذه الاجتماعات دائما كما هي: حجرة ألعاب، وموكيت، وجدران فاتحة اللون، وست نساء أنيقات يحملن لوحات ملاحظات، عمرهن بين الثلاثين والخمسين، ويلبسن كلهن أردية فضفاضة من قماش الدنيم أو جينزا فضفاضا يبدو باليا ومرنا من عند الخصر؛ وهي ملابس تناسب العمل على الأرضية مع أطفال يسيل لعابهم.

اجتماع اليوم بشأن لكم ووكر لرأسه، ودائما هناك مصطلحات جديدة نتعلمها. «إذن الأمر داخلي؟» «يدفعه لذلك شيء داخلي، من الواضح أنه يحصل على شيء من هذا الفعل.» «مهاراته الحركية ليست بارعة بما يكفي كي يتعلم لغة الإشارة.» «قد تكون الإشارة مفيدة لذوي الأداء الضعيف.»

كي يتواصل ووكر بالإشارة، يحتاج إلى عشر جلسات من «تعليم الإشارة»؛ فهي «أداة» جديدة تتطلب «مدخلات» جديدة، ومن ثم أشكالا جديدة.

نامعلوم صفحہ