وصعدت إلى الشقة. طرقت الباب ففتحت لي بنفسها، وشعرت أن هناك شيئا غير عادي، ثم أدركت أن النوافذ جميعها مغلقة، وأن لا أحد آخر بالمنزل. خطوت إلى الداخل، وتنحت زوجة أخي عن الباب. ثنت ساعدها الأيسر ووضعت يدها في خصرها، ثم رفعت يدها اليمنى وهوت بها على وجهي وهي تغلق الباب خلفي في نفس الوقت. قالت إن أحدا لم يغلق تليفونا في وجهها من قبل، وإنني أحتاج إلى تربية. جلست على مقعد وأخرجت علبة سجائري فأشعلت سيجارة وقلت: ناحية واحدة لا تكفي. قالت: تمام. وصفعتني على خدي الآخر، ثم ارتمت فوقي تحتضنني وتقبلني، وقالت إنها لو لم تكن تحبني لانتهى كل شيء. حاولت الوقوف فتشبثت بي، لكني تمكنت من الوقوف وقلت إني ذاهب. قالت: سآتي معك. غادرت الشقة وتبعتني وسارت بجواري. أشعلت سيجارة أخرى، وقلت إني عائد إلى الجريدة. قالت: سآتي معك. قلت: لا. ناديت تاكسيا وفتحت الباب ودخلت وأغلقته خلفي وتركتها في الطريق. عدت إلى الجريدة فشربت فنجان قهوة، وكانت علبة سجائري قد فرغت، فأرسلت أشتري واحدة، ثم غادرت الجريدة إلى الشارع ومشيت قليلا. كان الزحام شديدا، وعبرت الطريق في مكان خطأ، فأمسكني ضابط مرور من ذراعي وطلب مني بطاقتي، أعطيتها له وأخذني إلى كشك قريب فدفعت 25 قرشا غرامة. واصلت السير، ثم بحثت عن تليفون. وجدت
رمزي
في منزله، وقلت له إني أريد أن أقضي الليلة معه. لم يعترض فاتجهت إلى محطة المترو، وركبت إلى منزله ومشيت من أمام المنزل الغريب وواجهته الزجاجية، وكانت مغطاة بباب معدني. صعدت إلى مسكن
رمزي
وفتح لي الباب. سألني عن الأخبار، قلت: لا شيء. قال: هل ستقع حرب؟ قلت: لا أعرف. قال إنه يود لو يحدث شيء يكسر هذا الروتين، وقال إنه ضاق بكل شيء ويود لو يسافر. قلت إني متعب وأريد أن أنام. أعطاني بيجامة واستلقيت على أريكة في الصالة، وفي الصباح ذهبت إلى الجريدة بعد أن أعطاني مفتاحا لمسكنه. اتصل بي أخي وسألني أين كنت؟ فقلت إني قضيت الليلة عند
رمزي ، وربما أبيت عنده هذه الليلة أيضا، وأعطيته رقم تليفون
رمزي
ليتصل بي حينما يشاء. دق التليفون بعد قليل فرفعت السماعة وقلت: أيوه. لم يأتني صوت. سمعت صوت تنفس في الطرف الآخر قبل أن توضع السماعة برفق. ظللت معلقا السماعة بأذني، ثم أعدتها إلى مكانها. وعند الظهر غادرت الجريدة وذهبت إلى منزل
إنصاف . وجدت عندها
صادق
نامعلوم صفحہ